إسرائيل تتشدد دينياً وتمنع كرة القدم السبت

هل تصبح إحدى أقدم الأغاني وأكثرها شعبية في إسرائيل «سبت آخر من لعبة كرة القدم، سبت آخر من الانتصارات والخسارات والخيبات»، ليست ذات صلة في المستقبل القريب، خصوصاً بعد قرار محكمة العمل أول من أمس منع إجراء مباريات كرة قدم أيام السبت بحجة قدسيته. ويعني تطبيق القرار الذي يعتبر سابقة قانونية تغيير الوضع القائم منذ الانتداب البريطاني في فلسطين.

وفاجأت القاضية بتوجهها الشديد اللهجة لممثلي اتحاد كرة القدم الذين عارضوا وقف المباريات أيام السبت حين قالت لهم: «لم يمنحكم أحد الحق في أن ترغموا أحداً على العمل أيام العطلة، إنكم تنتهكون القانون الجنائي، ولن أمنحكم ترخيصاً لارتكاب مخالفة جنائية».

واستهجن اتحاد الكرة القرار، واعتبره تدخلاً فظاً من المحكمة، متوقعاً تدخل اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا) الذي يعارض تدخل أي جهة في أي دولة في سياسة اتحاد كرة القدم المحلي.

وفي تبرير القرار، اعتمدت القاضية القانون الإسرائيلي لعام 1951 الذي يمنح حق العطلة الأسبوعية للعامل لـ 36 ساعة متواصلة تشمل يوم السبت (يبدأ عملياً مساء الجمعة) لليهود، وأيام الجمعة والأحد للمسلمين والمسيحيين. ويشدد القانون على أن تشغيل عامل في يوم عطلته الأسبوعية محظور من دون إذن خاص من وزير الصناعة والتجارة.

واعتبرت أوساط التيار الديني اليهودي المتشدد والمتعاظم نفوذه في الحكومة الحالية القرار «انتصاراً» جديداً للتيار، فيما وصفه اليساري السابق يوسي سريد «عجيباً غريباً»، وأدرجه في إطار «الإكراه الديني» الذي يمارسه اليهود المتدينون في الدولة العبرية، مشيراً إلى نجاحهم أيضاً في «إقناع» البلدية الإسرائيلية للقدس في منع فتح محال تجارية أو مواقع ترفيه في أجزاء واسعة من المدينة ايام السبت.

+ -
.