قبض الجيش الإسرائيلي على 41 فلسطينيا آخر في الوقت الذي يوسع فيه دائرة البحث عن الشبان المستوطنين الثلاثة الذين يعتقد أنهم خطفوا في الضفة الغربية.
وبلغ عدد الأشخاص المحتجزين حتى الآن منذ فقد هؤلاء المستوطنين الثلاثة الخميس الماضي، أكثر من 200 فلسطيني.
وينتمي معظم هؤلاء إلى حركة حماس الإسلامية، التي تشتبه إسرائيل بضلوعها في اختفاء الطلاب الثلاثة.
وفي تلك الأثناء قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع قيل إنها لتصنيع الأسلحة وتخزينها في غزة، ردا – بحسب ما يقول الجيش الإسرائيلي – على إطلاق صاروخ.
كما أطلق الجنود الإسرائيليون النار على فلسطيني حاول – كما قال الجيش الإسرائيلي – إشعال النيران في سياج محيط بمستوطنة يهودية في الضفة الغربية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الفلسطيني يعالج في مستشفى برام الله.
“تذكرة للجحيم”
وتمت العمليات الأخيرة للقبض على الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وأفادت تقارير بأن عددا من المحتجزين الثلاثاء ينتمي إلى حركة فتح التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومن بين المحتجزين أيضا عدد من أفراد قوات الأمن الفلسطينية الذين كانوا أعضاء ناشطين سابقا في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، بحسب ما ذكرته وكالة أسوشيتيدبرس.
وكان البحث عن المستوطنين الثلاثة قد تركز في السابق على مدينة الخليل الجنوبية، القريبة من المنعطف الذي اختفى عنده نفتالي فرنكيل، وغلعاد شعار، البالغان من العمر 16 عاما، وإيال يفراتش – البالغ 19 عاما، عندما كانوا في طريقهم إلى بيوتهم.
وتنحي السلطات الإسرائيلية باللوم على حركة حماس فيما ما يبدو أنه عملية خطف.
وقال متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي في بيان “طالما بقي أولادنا مخطوفين، فستظل حماس تشعر بالملاحقة، وبالشلل وبالتهديد”.
وأضاف العقيد بيتر ليرنر “نحن ملتزمون بإنهاء عملية الخطف، وإنهاك قدرات حماس الإرهابية، وبنيتها التحتية، ومواقع تجنيدها”.
وقد رفضت حركة حماس الإسلامية، التي تعتبرها إسرائيل جماعة إرهابية، الاتهامات بضلوعها واصفة إياها بأنها “حمقاء”.
وقالت إن اعتقال أعضائها، ومن بينهم عدد من قادتها في الضفة الغربية، “لن يوقفها، ولن يغير مسارها”.
وقال الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في بيان إنه يندد “بشدة بخطف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في الضفة الغربية، ونطالب بالإفراج عنهم فورا وإعادتهم سالمين إلى أسرهم”.
وأضاف البيان “مثل هذه الأعمال تعرقل الجهود الدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام”.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الأمر “قد يستغرق وقتا” للعثور على الطلاب.
وقال “نحن هنا وسط عملية معقدة. ويجب أن نستعد لاحتمال أن يستغرق الأمر وقتا. هذا حدث خطير، وسيكون له عواقب خطيرة”.
وأفادت تقارير بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن قد ناقش في وقت سابق بعض الإجراءات العقابية، من بينها إبعاد أعضاء كبار في حماس من الضفة الغربية إلى غزة، وهدم منازلهم.
وقال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، الذي حضر الاجتماع، لإذاعة الجيش الإسرائيلي “إننا سنخلق وضعا
تكون فيه حماس بالنسبة إلى السكان الفلسطينيين مصدر إزعاج، ويشعرون معه أن وجودها في الضفة الغربية يسبب لهم ضررا في كل مكان”.
وأضاف بينيت “سوف نجعل الانضمام إلى حماس، تذكرة إلى الجحيم”.
وقال المعلقون في وسائل الإعلام الإسرائيلية إن إسرائيل ستعمل على إفشال حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة، التي تدعمها حماس، وإضعاف الحركة ألإسلامية، قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية.