أطلت فورد إيكوسبورت بداية بحلة اختبارية في معرض نيودلهي مطلع عام 2012، فأدرك الجميع منذ اللحظة الأولى أنها لن تتأخر للتحول إلى خطوط الإنتاج. وهكذا كان، فقد أزاحت فورد الأميركية الستار عن النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع من الكروسوفر «إيكوسبورت» في معرض بكين 2012.
وتلعب السيارة الجديدة دوراً مهماً في خطة فورد الطموحة لزيادة حجم المبيعات العالمية. وفي السياق ذاته، يعتزم الصانع الأميركي إطلاق 17 موديلاً جديداً ومحسّناً من عروض فورد ولينكولن في غض ون عامين لتسريع وتيرة المبيعات في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.
< تهدف فورد إلى الاهتمام بالأسواق الناشئة لتعزيز مبيعاتها. ومن هذا المنطلق، أرادت أن تجعل موديلها الجديد جذاباً بالمقدار الكافي، لا سيما في السوقين الهندية والبرازيلية، كما كانت الحال مع الجيل الأول من إيكوسبورت في أميركا الجنوبية بعد إطلاقه هناك عام 2003. لذا، حمل الجيل الثاني من إيكوسبورت طلة عصرية مجددة كلياً، تحتضن اللغة التصميمية الجديدة لدى فورد، شأن الاستعانة بتصميم ديناميكي من مختلف الجوانب، فضلاً عن غطاء محرك قصير ومنحدر، مع اعتماد ارتفاع مميز للخلوص الأرضي، إلى لمسات أخرى مميزة.
كذلك تلفت نظرك المصابيح الرئيسة الأفقية المائلة في اتجاه شبك التهوئة الأمامي المتخذ هيئة شبه منحرف، إضافة إلى الزجاج الأمامي المنحدر بشدة، ولمسات تتم الطابع الرياضي المفتول العضلات. وتتميز الجهة الخلفية بزجاج خلفي كبير يحيط بالجوانب، مع باب خلفي يفتح بزاوية واسعة لسهولة استيعاب الأمتعة والأغراض الشخصية، إضافة إلى المصابيح الأفقية بدورها وتثبيت الإطار الاحتياطي على الباب الخلفي.
وعند تأمّل إيكوسبورت، تتضح طلة جميلة أرادت فورد من خلالها أن تستميل زبائنها، إلا أن ذلك الدائر البلاستيكي من مختلف الجوانب، نزع ربما جمال تلك الطلة وقلل من شأنها.
رحابة مقبولة ولكن…
تساهم وضعية الجلوس المرتفعة داخل المقصورة في تعزيز الرؤية عموماً، فضلاً عن توافر عتلات التحكّم بالوظائف الحيوية وأزرارها في متناول يد السائق.
وتستفيد المقصورة الداخلية من طول قاعدة عجلات يبلغ 2.521 ملم، وهي أقصر نسبياً من قاعدة طراز بيجو 2008 البالغة 2.540 ملم. وإضافة إلى المساحات الداخلية المقبولة للركاب الخمسة على متن جديدة فورد، والتصميم الجديد للمقاعد، تبلغ سعة التحميل 362 ليتراً ويمكن زيادتها لتصل إلى 705 ليترات عندما يطوى قسم المقاعد الخلفية، إلى جانب توافر 20 مساحة تخزين في أماكن متفرقة من المقصورة.
ويتسم تصميم لوحة القيادة بالأناقة من خلال كونسول وسطي تستقر في أعلاه شاشة معلومات مركزية، في حين يبرز المقود الثلاثي الأذرع المتعدد الاستخدامات الذي يخفي وراءه عدادين دائريين كبيرين مجوفين.
كذلك نالت إيكوسبورت نظام سينك المعلوماتي الترفيهي مع خاصية الأوامر الصوتية، نظام الدخول السهل من دون استخدام المفاتيح التقليدية وزر تشغيل المحرك ومبرداً بصندوق القفازات والمكيف الذي يمكن ضبط درجة حرارته أوتوماتيكياً، إضافة إلى سقف زجاجي بانورامي يعزز من مستويات الانشراح للركاب.
لكن ما يعيب هذه المقصورة مكوّناتها البلاستيكية الرخيصة الكلفة على أكثر من موضع. كذلك، قد يرى بعضهم أن اعتماد زوايا محدبة ومقعرة صعوداً وهبوطاً بلوحة القيادة، ينزع عنها مفهوم البساطة الذي يفضّله المستهلكون.
محركات وأنظمة عملانية
زودت إيكوسبورت بمجموعة من المحركات، أبرزها المحرّك البنزيني سعة ليتر واحد مع شاحن هواء «توربو» فئة إيكوبوست بقدرة 118 حصاناً، وتسفر عنه انبعاثات كربونية دون الـ140غ/ كلم. ويتصل المحرك بعلبة تروس يدوية خماسية النسب، مع الإشارة إلى أن أقصى عزم دوران لهذا المحرك يبلغ 170 نيوتن/ متراً عند عدد دورات يتراوح ما بين 1300 و4500 د.د.
كذلك تتوافر إيكوسبورت بمحرك بنزيني آخر سعة 1.5 ليتر عادي السحب من 4 أسطوانات يولّد 108 أحصنة، وآخر سعة 1.6 ليتر بقدرة 113 حصاناً. أما محرك الديزل فجاء بسعة 1.5 ليتر وقدرة 90 حصاناً.
وعلى المستوى التقني، جُهزت إيكوسبورت بنظام مساعد الكبح BA، نظام منع انغلاق المكابح ABS الذي يمنع إقفال العجلات تحت الفرامل، بالتالي المحافظة على التحكّم بالتوجيه في مختلف الظروف، وأيضاً نظام مساعد الطوارئ Emergency Assist الذي يستعين بهاتف السائق المسجل لإرسال رسالة صوتية في أوقات الطوارئ لموظفين مختصين لاستقبال مثل هذه الرسائل، وذلك عندما تنفخ إحدى الوسائد الهوائية أو تغلق مضخة الوقود.
وبفضل النظام الذكي لفتح السيارة وإقفالها من بُعد من دون مفتاح، لم يعد العملاء في حاجة إلى مفتاحهم لفتح إيكوسبورت أو تشغيل المحرك، إذ بات في إمكانهم فتح أقفال الأبواب تلقائياً حالما يسحبون مقبض الباب، ومن ثم الضغط على زر التشغيل والانطلاق.
يذكر أيضاً أن ارتفاع الخلوص الأرضي لهذه المركبة والبالغ 200 ملم، يساهم في اجتياز مختلف أنواع المسارات إلى جانب القدرة الاستثنائية على عبور مستنقعات المياه حتى عمق 550 ملم. كذلك نالت إيكوسبورت الجديدة نظام مساعد الإقلاع على التلال HLA المتوافر في الطرز العاملة بالبنزين مع الناقل الأوتوماتيكي الذي يمنع السيارة من الرجوع إلى الخلف أو التقدّم إلى الأمام عند التوقّف على منحدر لحوالى 3 ثوانٍ، إضافة إلى نظام التحكّم الإلكتروني بالثبات ESP للسيطرة على المركبة، خصوصاً على الطرق الزلقة. فعندما يرصد النظام أن السيارة خرجت عن السيطرة يخفف من قوة المحرك ويطبّق الفرملة انتقائياً على العجلات بغية «ضبط» السيارة وإعادتها إلى مسارها.