اتسعت أمس المواجهات بين مقاتلين والقوات النظامية في ريف اللاذقية مع دخول قوات إضافية من الطرفين في «معركة الساحل» واستمرار الاشتباكات في أطراف معبر كسب الحدودي مع تركيا، في وقت تحدثت المعارضة عن سيطرتها على موقع استراتيجي في حلب.
وبدأت الجمعة معارك محتدمة في محيط معبر كسب تقدم خلالها مقاتلون من كتائب إسلامية وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية. وقتل في المعارك والقصف الذي رافقها 34 شخصاً بينهم خمسة مدنيين، بحسب حصيلة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «توسّعت السبت (أمس) رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر الدفاع الوطني من جهة، وبين جبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر»، وباتت «تشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك» الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية.
وأشار إلى دخول كتائب جديدة غير إسلامية على خط المعارك، في حين قال نشطاء إن الجيش النظامي سحب عدداً من مقاتليه من ريفي حماة وإدلب ودفع بهم إلى المشاركة في معارك ريف اللاذقية.
وأفادت وكالة أنباء «أناضول» التركية أن بلدة يايلاداغي الحدودية التابعة لولاية هاطاي شهدت سقوط قذائف في محيطها مع اشتداد المعارك حول معبر كسب السوري. ونقلت الوكالة عن هيئة الأركان العامة التركية أن أنظمة رادار لصواريخ مضادة للطائرات من طراز «إس. إيه. 17» تابعة للجيش النظامي السوري تعقبت ورصدت تشكيلاً جوياً تركياً مكوّناً من ثماني طائرات مقاتلة من طراز «أف – 16» كانت تحلّق قرب حدود سورية في إطار تدريبات جوية.
وفي حلب، قتل عشرون عنصراً من القوات النظامية و15 مقاتلاً في معارك في جبل شويحنة الواقع شمال غربي مدينة حلب. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «الجيش الحر تمكن من السيكرة على كامل جبل شويحنة»، مشيرة إلى أن المنطقة ذات «أهمية استراتيجية وتعتبر نقطة حماية لمدفعية الزهراء»، وهي بلدة تضم مركزاً للقوات النظامية.
في واشنطن، قال المبعوث الأميركي الجديد دانيال روبنستين لـ «الحياة» في أول حديث صحافي منذ تسلمه منصبه، إن «تقوية المعارضة المعتدلة السورية وتوحيدها» سيكونان جزءاً محورياً من مهمته، إضافة إلى محاربة تنظيم «القاعدة»، قائلاً إنه «واهم» من يعتقد بإمكان أن يكون هناك «حل عسكري»، وإن واشنطن «لن تقبل» ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.
وأضاف: «سنزيد ونكثّف مراجعاتنا واستشاراتنا لنرى ما بالإمكان فعله لتقوية المعارضة، وهذا يتطلب الكثير من التنسيق مع شركائنا الدوليين». وإذ تحفظ المسؤول الأميركي عن إبداء رأي في كيفية تغيير موازين القوى على الأرض وحتى الانتهاء من مراجعته، لفت إلى أن «ما أسمعه من الآخرين هو حاجة ضرورية لتغيير التوازن والأنماط الحالية للأزمة والضغط بشتى الوسائل على النظام لجعله ينظر إلى العملية السياسية بشكل مختلف».
من جهتها، حضت رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الكيماوي سيغريد كاغ في حديث إلى «الحياة»، الحكومة السورية على «تسريع» عملية إزالة الترسانة الكيماوية وإخراجها، لـ «الوفاء» بالموعد النهائي في 30 حزيران (يونيو) المقبل، لكنها أشارت إلى أن التخلص من الكيماوي «لا يحل المشكلة الأساسية» في سورية، وإلى أن «بعض الأشخاص» يربط بين موعد 30 حزيران وانتخابات الأسد. وأوضحت منسقة البعثة المشتركة أن الحكومة السورية أعلنت عن وجود 26 موقعاً جرى تدمير 13 منها و «لم يتم الوصول» إلى أحد المواقع، في حين يُجري وفد من خبراء منظمة الحظر محادثات مع الجانب السوري في هذه الأيام لـ «تقديم المساعدة والخيارات» المتعلقة بتعطيل هذه المواقع التي تضم هنغارات وأنفاقاً». ومن المتوقع أن تقدم الحكومة السورية خطتها إلى اجتماع منظمة الحظر في لاهاي في 28 الشهر الجاري. وقالت كاغ: «إذا قبل المجلس التنفيذي للمنظمة خطة الحكومة السورية، يعني الاتفاق على موعد جديد» لتعطيل المواقع الـ 12.