تضاعف عدد اللاجئين السوريين المتجهين إلى الحدود التركية ليصل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية إلى حوالي 35 ألف لاجيء، حسب مسؤول تركي.
وقال حاكم بلدة كيليس التركية على الحدود مع سوريا إن 35 ألف لاجئ وصلوا إلى منطقة الحدود بزيادة 15 ألفا عن يوم الجمعة.
وتقول تركيا إنها مستعدة لمساعدة اللاجئين غير أن الحدود ستظل مغلقة.
ويفر السوريون من هجوم تشنه القوات الحكومية السورية على مواقع تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب مدينة حلب الشمالية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شن الجيش السوري مدعوما بالطائرات الحربية الروسية سلسلة هجمات في المنطقة وحقق منها مكاسب على الأرض.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن حوالي 120 مقاتلا من الجانبين، القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، قتلوا شمال حلب الجمعة.
وتوفر تركيا الغذاء والملاجئ والإغطية لآلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل على الجانب السوري من الحدود بسبب القتال.
رغم ذلك، ترفض السلطات التركية فتح الحدود أمام عبور هذا العدد الهائل من اللاجئين السوريين حتى الآن.
وحث مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون توسعة الاتحاد وسياسة الجوار الأوروبية جوناثان هاهن، اليوم السبت، تركيا على فتح حدودها أمام اللاجئين.
وأضاف أن “اتفاقية جنيف لا زالت سارية، وهي التي تنص على ضرورة استقبالكم للاجئين.”، مؤكدا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مستعدون لمناقشة الأزمة في اجتماعهم المقبل المقرر انعقاده في العاصمة الهولندية أمستردام.
واجتمعت 60 دولة من الدول المانحة لسوريا يوم الخميس الماضي في لندن، وتعهدوا بالتبرع بأكثر من 10 مليارات دولار لمواجهة الزيادة الهائلة المستمرة في أعداد اللاجئين السوريين.
كما وافق الاتحاد الأوروبي على تخصيص 3.3 مليار دولار لصالح اللاجئين.
وفر من ويلات الصراع في سوريا حوالي 4.6 مليون شخص على مدار السنوات الخمس التي شهدت فيها البلاد حربا أهلية لا زالت مستمرة حتى الآن.
وتشير تقارير إلى أن هناك 13.5 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية داخل البلاد.
مع اشتداد القصف الجوي الروسي للمناطق، قبل شهرين وصل أكثر من عشرين ألف نازح الىمناطق الحدود المواجهة لمدينة كليس التركية، ولم تسمح السلطات التركية لهم بالعبور، ووفرت لهم خياما، ومواد تموينية.
لكن الأيام الأخيرة، شهدت وصول اعداد مشابهة تمركزت في محيط معبر باب السلامة، كما قال نشطاء ومسعفون، بعد ان فروا من مناطق عزاز وريفها، بينما سمحت تركيا بعبور عشرة الاف نازح من التركمان، بعد ان تعرضت مناطق للقصف العنيف، وعبور الحدود من بلدة يايلاداغي المواجهة لولاية هاتاي، كان اخرهم وصول ستمائة عائلة صباح السبت.
وبينما تواصل السلطات التركية ادخال معونات غذائية يومية بمعدل مائة ألف رغيف، تواصل طواقم الإسعاف التركية نقل حالات مرضية صعبة للعلاج في مشافيها بكليس.
ويقول مراقبون، إن تركيا تواجه تحديات صعبة، تتمثل بتقدم قوات النظام السوري بشكل سريع نحو حدودها الجنوبية، وتوالي سقوط البلدات التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية المدعومة من انقرة، فلم يبق الا اربع بلدات بين اعزاز ومارع هي ما تمنع قوات النظام السوري لتكون على تماس مباشر مع الحدود التركية.
وبرأي مختصين، فإن ذلك سيشكل خسارة كبيرة، لجهود تركيا في القضاء على نظام الاسد، وسيزيد من اعبائها الصعبة بان تستقبل على اثر ذلك مزيدا من موجات النازحين والهاربين نحو اراضيها، والتي يمكن ان تزيد عن ثلاثمائة الف نازح في حال استمرت تقدم قوات النظام.