
بقلم: هبة أسعد أبو سعدة
منذ سقوط الأسد، خرجت جماعات تدّعي الانتساب لبني أمية، تطالب بدعم تركي، وتطرح مشروع انفصال مذهبي باسم “الهوية السنية”. تُفتح لهم الأبواب، يُستمع لمطالبهم، وتُقدَّم قضيتهم كحراك شرعي سياسي! وفي الوقت نفسه، حين يصرخ الدروز – أقلية مهدَّدة، محاصَرة، ومُنتهَكة – طلبًا للحماية أو الدعم، تُوصف صرختهم بالخيانة أو الانفصال!
لماذا هذا الكيل بمكيالين؟
لماذا يُسمح للبعض باستدعاء قوى أجنبية لحماية مشروع طائفي، ويُمنع أبناء جبل العرب من مجرد طلب المساعدة لأطفالهم وأبنائهم الجرحى؟!
تاريخ الدروز في سوريا ليس بحاجة إلى شهادة من أحد. هم الذين فجّروا الثورة ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة سلطان باشا الأطرش، وكانوا في مقدمة المدافعين عن وحدة سوريا أرضًا وشعبًا. لم يحملوا يومًا مشروعًا انفصاليًا، ولم يبيعوا الأرض، بل حموا الوطن حين تراجع عنه الجميع.
واليوم، حين يشتد الخطر وتُستباح الأرواح، لا يمكن للدروز في البلاد أن يقفوا مكتوفي الأيدي.
فريضة حفظ الإخوان ليست خيارًا أخلاقيًا فقط، بل واجبٌ دينيّ متجذّر، وهذا ما يدفعهم للانتصار لإخوتهم في المحنة، بكل ما يستطيعون.
نحن لا نطلب كيانات وهمية ولا نختبئ خلف التاريخ. نحن نقاتل لنعيش.
نريد فقط البقاء، لا التوسع. نطلب كرامة، لا وصاية.
إنها لحظة لكشف النفاق السياسي. سوريا لا تُبنى على حساب الصامتين، ولا تُجزَّأ وفق من يحبّهم الخارج ومن يتجاهلهم.
“كل مئة سنة الدروز يسطرون التاريخ (1925-2025)”
رأيي من منطلق إنساني فقط، سياسياً الوضع مختلف تماما. الان لا مجال إلا للمساندة الإنسانية الخالية من كل مصلحة.