تعرض مستشفيان في غارات جوية جديدة على شمال سوريا لهجوم، بحسب ما ذكرته مصادر طبية وشهود عيان، أدى إلى عدد من القتلى والجرحى.
فقد لقي 10 أشخاص على الأقل حتفهم في أعزاز على الحدود التركية، من بينهم عدد في مبنى مستشفى واحد.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن ثمانية من أعضائها فقدوا عقب هجوم آخر في بلدة معرة النعمان.
وتأتي الغارات بعد أيام من اتفاق روسيا وقوى العالم على وقف محدود للأعمال العدائية في سوريا.
وكان أكثر من 250.000 شخص قد لقوا حتفهم في الحرب في سوريا التي اندلعت قبل نحو خمس سنوات.
كما فر 11 مليون شخص من منازلهم بسبب القتال بين قوات الحكومة السورية من ناحية، ومسلحي المعارضة المناوئين لها، ومسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، من ناحية أخرى.
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن الهجومين الأخيرين. ولم تحدد منظمة أطباء بلا حدود الجهة المسؤولة عن الهجوم على المستشفى التابع لها في معرة النعمان.
غير أن رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، قال إن صاروخا باليستيا روسيا ضرب مباني في إعزاز، وأن هناك أطفالا بين القتلى.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جمعة رحال، أحد العاملين في المجال الطبي، قوله “نقلنا عشرات الأطفال الذين كانوا يصرخون من المستشفى”.
ولا تزال روسيا تشن غارات جوية منذ سبتمبر / أيلول دعما للرئيس السوري بشار الأسد، على من تصفهم بـ”الإرهابيين”.
وشهدت إعزاز فرار الآلاف من السكان بسبب تقدم قوات الحكومة السورية، المدعومة من الروس في محافظة حلب.
كما تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، التي تتقدم في المنطقة هي الأخرى، بلدة إعزاز.
وقصفت تركيا مليشيات وحدات حماية الشعب خلال نهاية الأسبوع، ووعدت الاثنين “بأقسى رد فعل”، إن حاولت القوات الكردية السيطرة على البلدة.
وترى تركيا في مليشيات حماية الشعب حليفا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي لا يزال مسلحوه يشنون حملة – منذ عقود – من أجل حصولهم على حكم ذاتي في تركيا.
وقالت سوريا إن في القصف التركي انتهاكا لسيادتها، وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراء.
“هجوم متعمد”
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن أربعة صواريخ متوالية ضربت صباح الاثنين المستشفى في بلدة معرة النعمان، التي يسيطر عليها مسلحون من المعارضة السورية، والتي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب مدينة إدلب.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أفاد بأن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا، من بينهم طفل، وأن عشرات أصيبوا بجروح، وأن الطائرات الروسية – بحسب قولها – هي المسؤولة عن القصف.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس بعثة المنظمة الخيرية في سوريا، مسيميليانو ريباودنغو قوله “هذا هجوم متعمد ضد مؤسسة صحية.”
وأضاف “أن تدمير المستشفى يحرم 40.000 شخص من الرعاية الصحية في هذه المنطقة من الصراع.”
ويضم المستشفى الذي تدعمه المنظمة منذ سبتمبر/أيلول 2015، 30 سريرا، ويعمل فيه 54 من أعضائها، ويوجد فيه غرفتان للعمليات، وقسم للطوارئ.
وقالت المنظمة، التي تشرف على عدد من المؤسسات الطبية داخل سوريا، وتدعم مباشرة أكثر من 150 مؤسسة أخرى، إن مثل تلك الحوادث يستنزف نظام الرعاية الصحية السوري المستنزف أصلا، وتحرم المزيد من الأشخاص من سبل الحصول على الرعاية الطبية الضرورية.
وقد ضربت منذ بداية هذا العام 14 مؤسسة صحية في سوريا، وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن هذا يؤكد أن المستشفيات، والعيادات لم تعد أماكن يمكن للمرضى الاستشفاء فيها بأمان.
وأكدت المنظمة أيضا أن الهجمات المتكررة على المؤسسات الصحية في هذا الصراع المتواصل يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.