عاشت مصر أمس يوماً حزيناً مع تشييع ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف نقطة عسكرية جنوب مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء)، أول من أمس، وأوقع عشرات القتلى والجرحى من العسكريين. وفيما أعلنت الحكومة المصرية حال الطوارئ لمدة ثلاثة شهور في شمال سيناء. وعلمت «الحياة» أن الاعتداء الدامي استدعى قراراً بـ «تكثيف العمليات العسكرية» لملاحقة المسلحين في سيناء، وأنه «سيتم إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية» حيث أعلنت حال الطوارئ والتي تقع ضمن العلامة الحدودية «ج»، المحظور، وفقاً لاتفاقية السلام مع إسرائيل، التواجد العسكري بداخلها. (للمزيد)
كما أكدت مصادر مطلعة أن الحكومة المصرية قررت إقامة «منطقة حدودية عازلة» يصل عمقها إلى نحو ثلاثة كيلومترات مع قطاع غزة الذي أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمناً بأصابع الاتهام بعدما كشف عن «دعم خارجي» لتنفيذ الهجوم، منبهاً إلى «مؤامرة كبرى تحاك لإسقاط الدولة والجيش».
وأثار الحادث الإرهابي دفعات، ردود فعل دولية واسعة، إذ أدانه مختلف العواصم العربية والدولية، التي قدمت دعمها إلى القاهرة في حربها ضد الإرهاب.
ودانت الرياض الإرهاب في سيناء، وقال مصدر مسؤول -وفق وكالة الأنباء السعودية- إن «السعودية تعرب عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمليات الإرهابية الشنيعة التي شهدتها منطقة شمال سيناء في مصر، وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والمصابين بالقوات المسلحة المصرية».
وتابع المصدر: «إذ تعرب المملكة عن أحر التعازي لأسر الضحايا وحكومة وشعب مصر، وعن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، فإنها تجدد في الوقت ذاته دعمها ووقوفها إلى جانب مصر، وتأييدها في حربها ضد الإرهاب»، موضحاً أن «ذلك يأتي انطلاقاً من موقف المملكة الثابت ضد الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأينما وجد ومهما كانت الدوافع المؤدية إليه أو الجهات التي تقف خلفه».
وكان الهجوم الأعنف الذي تشهده مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وأدى إلى سقوط 27 قتيلاً وإصابة 33 آخرين، واستدعى اجتماعات متتالية للمؤسسة العسكرية، فغداة اجتماع لمجلس الدفاع الوطني برئاسة السيسي، خلص إلى إعلان حال الطوارئ على مدن شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، وفرض حظر التجول من الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحاً، ترأس السيسي أيضاً اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة صباح أمس خلص إلى «التصديق على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء»، في مؤشر إلى اتخاذ قرار بتكثيف وتطوير العمليات العسكرية لملاحقة المسلحين في شبه الجزيرة.
وأقر السيسي في كلمة وجهها إلى المصريين وأشار فيها إلى «اتخاذ إجراءات لمواجهة التطور الذي حدث في العمليات الإرهابية». وكشف السيسي أن وراء العملية التي حصلت في سيناء «دعماً خارجياً تم تقديمه لتنفيذ هذه العملية ضد جيش مصر»، لكنه لم يكشف القوى الخارجية التي قدمت الدعم، وإن كان لمّح إلى قطاع غزة، عندما أشار إلى اتخاذ إجراءات أمنية على الشريط الحدودي مع غزة «لإنهاء المشكلة من جذورها». ونبّه السيسي إلى أن الهدف من وراء الهجوم «إسقاط الدولة والجيش، وكسر إرادة مصر والمصريين، وكسر جيش مصر باعتباره العمود، وهذا يستدعي أننا كمصريين يجب أن نكون على قلب رجل واحد، ويجب أن نعلم أبعاد المؤامرة الكبرى ضدنا… ليس المطلوب أن تنجح مصر».
واعتبر أن بلاده «تخوض حرب وجود»، مشدداً على ضرورة الثبات للوصول إلى هدف واحد هو «إعادة الدولة المصرية إلى مكانتها، وهذا يحتاج إلى صبر، وسندفع كلنا الثمن».