البيان الذي ألقي يوم أمس في موقف التأبين للضحايا من أبناء السويداء في مقام أبي ذر الغفاري

نص البيان:
بيانللرأيالعام
نحن أبناء الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، أعلنا ومنذ اليوم الأول للاحتلال أننا متمسكون بهويتنا السورية وانتمائنا للشعب السوري، ووقفنا بصلابة بوجه كل المخططات الإسرائيلية الهادفة لطمس هويتنا ودفعنا ثمن هذا الموقف الكثير الكثير ، فدخل المئات من شبابنا وقياداتنا السجون الإسرائيلية ، واستشهد العديد من شبابنا دفاعاً عن انتمائنا وصوناً لهويتنا .
وعندما حاولت إسرائيل فرض الجنسية الإسرائيلية علينا اصدرنا في آذار من عام 1981 وثيقتنا الوطنية واعلنا من خلالها رفضنا للجنسية الإسرائيلية وتمسكنا بجنسيتنا السورية .
وبعد أن ضمت إسرائيل الجولان في الرابع عشر من كانون اول عام 1981 خضنا أطول اضراب في تاريخ سوريا الحديث بدءاً من الرابع عشر من شباط 1982 رفضاً لقرار الضم والذي استمر لستة أشهر متتالية، واستطعنا أن نفرض على الاحتلال التراجع عن فرض جنسيته علينا بالقوة واليوم وبعد مرور 58 سنة احتلال ما زال الغالبية من أبناء الجولان متمسكين بالجنسية السورية انسجاماً مع تاريخ أهلنا الذين شاركوا بالثورة السورية الكبرى التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش، ووفاء لدماء شهدائنا التي جبلت بالأرض السورية في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
لقد عشنا طوال سني الاحتلال على حلم العودة لحضن الوطن ونربي أولادنا على التمسك بانتمائهم السوري رغم المغريات الكثيرة التي تقدمها دولة الاحتلال للأجيال الصاعدة، واستبشرنا خيرا بعد سقوط نظام الأسد البائد بأننا اخيراً سنرى ولادة الدولة السورية المدنية الديمقراطية والتي خرج الشعب السوري في عام 2011 بثورته من أجل الخلاص من الاستبداد وبناء دولة المواطنة، ولكن وللأسف الشديد فوجئنا بواقع جديد أمر وأقسى من النظام البائد نظام جديد يقوم على التطرف ، ويرفض الشراكة ، ويريد أن ينفرد بحكم سورية ، فقام بتفصيل الإعلان الدستوري والبرلمان على مقاسه ، وارتكب المجازر في الساحل وفي جرمانا واشرفية صحنايا والكنيسة في دمشق من خلال عصاباته الطائفية المنفلتة.
واليوم نتفاجأ بالهجوم على السويداء، معقل الثورة السورية الكبرى ، يقتلون ويدمرون ويحرقون ويختطفون ويغتصبون دون وازع من ضمير ، تحت ذريعة بسط سلطة الدولة على الأرض السورية . ان هذه الأحداث المؤلمة اصابتنا في مقتل ، وهدمت كل ما كنا نحلم به ، وتربي اجيالنا عليه ، من وطن حر ديمقراطي يحترم حقوق وكرامات المواطنين يباهي به أبناؤنا دولة الاحتلال ، وفي ظل هذا الواقع الجديد نود أن نؤكد على ما يلي :
1- تشجب وتستنكر وندين بأشد العبارات الاعتداءات الهمجية على محافظة السويداء من قبل العصابات الهمجية التي لا تمت للبشر بصلة ، فالجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين تعكس طبيعة هذه العصابات التابعة للأمن العام والجيش التي لا يمكن لها ان تبني دولة فهي لمم من الفصائل المتطرفة التي تتبع لفقه متطرف .
2- ندين ونستنكر كل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري بدءاً من الساحل السوري . مروراً بجرامانا واشرفية صحنايا ، وصولاً إلى تفجير الكنيسة في دمشق ، وفي هذا السياق نحمل سلطة الشرع الانتقالية المسؤولية الكاملة عما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان على الساحة السورية عامة والتي تفسح المجال للتدخلات الخارجية.
3- لقد تعايش الشعب السوري بكل اطيافه وعبر تاريخه الطويل كشعب واحد ، ولذلك فهو مطالب اليوم بأعلاء صوت العقل الذي ينبذ التعصب الديني والمذهبي والطائفي ونبذ الفتنة التي تغذيها سياسات الحكم الانتقالي المستندة إلى الفكر الديني المتطرف الذي يرفض الغير المختلف عنه .
4- ورغم كل ما يحصل ، نؤكد من جديد على وحدة الأرض السورية ، ورفضنا لأي مشروع تقسيمي ينال من وحدة البلاد أرضاً وشعباً ، فنحن من أفشلنا على مر التاريخ مؤامرات التقسيم فقد رفض سلطان باشا الأطرش المشروع الفرنسي بإقامة دويلة درزية بعد معركة ميسلون عام 1920 واحتلال فرنسا لسوريا ، وأفشل الكمالات الثلاث قيام دويلة درزية من خلال تقسيم سوريا ولبنان بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. ولكننا اليوم نخشى واكثر من أي وقت مضى على وحدة سوريا ، في ظل سياسات الحكومة الحالية والتي
تستجلب التدخل الخارجي وتفرط بوحدة البلاد .
فمن يدنس صورة ال رمز الاستقلال ووحدة سوريا سلطان الاطرش ليس جديراً بصيانة هذه الوحدة .
واخيراً نتوق ان نرى سوريا بلداً ديمقراطياً مدنياً يحكمه القانون ومبدأ المواطنة ، بعيداً عن المحاصصة الطائفية أو الأثنية التي تتبعها وتتبناها هذه الحكومة.
تحية لشهداء جبل العرب الأشم ، ولكل الشهداء الذين سقطوا على ايدي هذه العصابة على امتداد الأرض السورية والذين ضحوا بدمائهم الزكية حفاظاً على الأرض والعرض والكرامة ، ونعاهدهم على ان نبقى أوفياء لقيمهم والسير على خطاهم وعدم التفريط بالمبادئ التي استشهدوا من أجلها .
تحية لأبطال جبل العرب المدافعين عن كرامتهم بشجاعة منقطعة النظير وكلنا ثقة بأن النصر سيكون حليف الحق الذي يدافعون عنه.
الخزي والعار للقتلة المجرمين اتباع الفكر المتطرف الذي دمر البلاد وشتت العباد ولم يرحم شجراً ولا حجراً.
2025/8/4 الجولان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.