التاتأة مشكلة يعاني منها كثيرون وخاصة الأطفال، إذ لا يستطيعون التكلم بطلاقة وسلاسة. يلعب العامل الوراثي دورا كبيرا في الإصابة بها. لكن يمكن التغلب عليها من خلال طرق معالجة ذاتية بسيطة تساعد على التخلص منها وخاصة الأطفال.
التأتأة هي اضطراب في الكلام والنطق، بحيث لا يستطيع من يعاني منها التكلم بطلاقة وسلاسة، ما يؤدي إلى تكرار أو إطالة الأحرف والمقاطع الصوتية، وهو ما يسبب التوتر والعصبية والانفعال بل وحتى تشنجات وآلام في البطن لدى البعض بسبب تقلص الحجاب الحاجز حين يتلعثمون. كما أن التأتأة غالبا ما تترافق مع مظاهر خارجية تبدو واضحة على الوجه مثل رفرفة العين بسرعة وارتعاش الشفتين والحنك وبعض الحركات في الوجه والجزء العلوي من الجسم.
أما الأسباب فإنها عديدة، منها العامل الوراثي الذي يلعب دورا في انتقال الظاهرة إلى الأطفال، ومن الأسباب الأخرى تفكير الأطفال بشكل أسرع من النطق والكلام أو أحيانا أنهم يقلدون شخصا بالغا يتأتئ أو أن الطفل يعاني من العصبية والتوتر ويريد لفت النظر والاهتمام به أو يمكن أن تكون هناك مشكلة في اللسان وحركته.
التأتأة لا تنعكس على النطق فقط، وإنما تؤثر على المصاب بها نفسيا أيضا، وخاصة الأطفال حين يسخر منهم أقرانهم ويقلدونهم بشكل تهكمي. رغم أنه ليس هناك علاج محدد للتأتأة ولكن يمكن التغلب عليها، إذ غالبا ما يتخلص منها الأطفال لدى بلوغهم والتعود على النطق بشكل أكثر طلاقة وسلاسة. ومن أساليب المعالجة التكلم ببطء شديد ما يساعد على لفظ الكلمة بسهولة إلى جانب الاسترخاء وتجنب التوتر والتنفس بانتظام والانتقال من نطق الكلمات ذات المقطع الواحد إلى الكلمات الأطول ثم الجمل.
كما تعتبر المساعدة الذاتية أمرا مفيدا ومساعدا جدا للتخلص من المشكلة، بحيث يمكن لمجموعة ممن يعانون من التاتأة اللقاء والتحدث مع عن مشكلتهم بدون خوف ما يعني التحدث مع الآخرين عن التلعثم بالإضافة إلى القيام ببعض النشاطات الجماعية والقيام بتدريب هاتفي وتسجيلات الفيديو، وهو ما يساعد على زيادة الثقة بالنفس وبالتالي التخلص من التوتر والعصبية التي تفاقم مشكلة التلعثم.
وتجدر الإشارة إلى أن للوالدين والأسرة دورا كبيرا في مساعدة الطفل على التخلص من التلعثم والتأتأة والنطق بشكل سلس، من خلال معاملته كما أي شخص آخر سليم النطق، وتهدئة الطفل وتشجيعه على مواجهة المشكلة والتحدث معه حولها وعدم التوتر والعصبية.