السويداء المنكوبة: مقاومة شعبية لغزوة همجية جديدة

السويداء 24 – في ظل استمرار المعاناة الإنسانية الفائقة لمئات آلاف السكان في محافظة السويداء، وانقطاع واسع النطاق لشبكات الاتصالات والكهرباء والمياه منذ ستة أيام، في حصار ممنهج يؤدي لتدهور كارثي ومستمر في الأوضاع الإنسانية؛ تتعرض محافظة السويداء لهجمات وحشية من مجموعات مسلحة قادمة من محافظات مختلفة، ترتكب انتهاكات مروعة بحق السكان، بتسهيل من الحكومة الانتقالية، التي لا تزال تمنع دخول المواد الإغاثية والطبية، لكنها تسمح بمرور مئات المسلحين إلى محافظة السويداء.
منذ ساعات الصباح نواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى شبكة الانترنت، ما يحجب نقل حقيقة ما يحصل من مآساة إنسانية. مئات المسلحين المدعومين برشاشات ثقيلة، ومدافع هاون، يهاجمون قرى محافظة السويداء، قرية تلو القرية. يقتحمون المنازل السكنية، يضرمون النيران فيها بعد نهبها، وسط شهادات صادمة عن تنفيذ عمليات إعد..ام ميد..اني لمدنيين داخل منازلهم.
الهجمات تأتي من عدة محاور، من ريف السويداء الغربي، والريف الشمالي، طريق دمشق – السويداء، والريف الشمالي الشرقي، من قرية القصر باتجاه قرية الحقف. جميع المناطق التي تأتي منها الهجمات، تسيطر عليها الحكومة الانتقالية.
مئات المقاتلين من السكان المحليين يحاولون التصدي للهجمات، وسط مقاومة شعبية تمكنت من إحباط عدة محاولات لاختراق مدينة السويداء. بينما تشهد القرى معارك كر وفر، وسط استماتة من أبناء الأرض في الدفاع عن بيوتهم.
الجماعات المهاجمة، تأتيها المزيد من المؤازرات، وتواصل ارتكاب الانتهاكات بتسهيل أمني مفضوح، بل أن الكثير من أفراد هذه المجموعات من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، خلعوا ثيابهم العسكرية، وارتدوا أزياء مدنية.
هذه الهجمة، هي الثالثة على التوالي التي تتعرض لها محافظة السويداء منذ ستة أيام، والتي بدأت أول فصولها يوم السبت الماضي بعد أحداث عنف طائفية، بهجوم مجموعات مسلحة على عدد من القرى، وتطورت في يوم الأحد لعملية عسكرية واسعة النطاق من قوات وزارتي الدفاع والداخلية قي الحكومة الانتقالية، ما أدى لكارثة إنسانية وصل عدد ضحايها إلى أكثر من 500 ضحية من أهالي السويداء، الكثير منهم مدنيين، تعرضوا لعمليات إعد..ام جماعي وتصفيات ميدانية على جوانب الطرقات، في البيوت. ولم تسلم حتى النساء والأطفال من هذه الجرائم.
مشفى السويداء الوطني الخارج عن الخدمة، تحول لمقبرة جماعية. مئات الجثث المكومة من أهالي المحافظة، أطفال فارقوا الحياة داخل حواضنهم، نزوح عشرات آلاف السكان إلى المناطق القريية من الحدود السورية الإنسانية، وسط صمت إعلامي ودولي مريب، عن مجازر متنقلة تُرتكب بحق أهالي محافظة كاملة، دون أي تمييز.

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.