
ع نالسويداء 24 – أفادت مصادر مطلعة على ملف المفاوضات حول الأسرى والمختطفين، عن تعطّل العملية التفاوضية نتيجة عدم اعتراف السلطة الانتقالية في دمشق بمصير مئات المفقودين ومن ضمنهم عشرات النساء اللواتي تم اختطافهن على أيادي قوّاتها خلال اجتياح السويداء منتصف تموز الماضي.
المصادر أوضحت أن السلطة الانتقالية أقرّت بوجود 111 مدنياً لديها فقط، جميعهم من الذكور، محتجزين في سجن عدرا، وأفرجت عن واحد منهم قبل أيام بسبب تقدمه بالسن وتدهور حالته الصحية. السلطة أتكرت مسؤوليتها عن أضعاف هذا الرقم من المدنيين الذين اختطفوا من قراهم وبيوتهم على أيدي قواتها من وزارتي الدفاع والداخلية، والمجموعات المسلحة الموالية لها.
عرضت السلطة الانتقالية عبر وساطة دولية إطلاق سراح المدنيين الذكور البالغ عددهم 110 مدنياً محتجزاً في سجن عدرا فقط، مقابل الإفراج عن جميع الأسرى المتواجدين في السويداء، والبالغ عددهم حوالي 34 أسيراً من قواتها العسكرية والأمنية.
القوى المحلية في السويداء، تتمسك بصفقة تنهي الملف كاملاً عبر إطلاق سراح جميع المخطوفين والمختطفات من أهالي السويداء، وكشف مصير جميع المفقودين من المدنيين رجالاً ونساء، وتسليم جثامين جميع الشهداء. وتشير إلى وجود مئات المدنيين في عداد المفقودين، ما يزيد بأضعاف عن العدد الذي تعترف به السلطة في سجن عدرا، وفقاً للمصادر.
السلطة تنكر علمها بمصير بقية المفقودين والمختطفين من أهالي السويداء، وخصوصاً ملف النساء المختطفات، وترفض تحمّل مسؤولياتها إلّا على المحتجزين الذين تعترف بوجودهم في سجن عدرا، وهذا ما يؤدي لتعطّل المفاوضات.
يذكر أن الاجتياح الذي نفذته قوات السلطة الانتقالية على السويداء منتصف تموز الماضي، ارتكبت خلاله مجازراً وجرائم حرب واسعة النطاق. ترافقت تلك الفظائع مع عمليات خطف جماعي طالت السكان من عشرات القرى والبلدات شمال وغرب السويداء.
في سجن عدرا المركزي بدمشق، تحتجز السلطة الانتقالية أكثر من 110 مدنياً، تتراوح أعمارهم بين 14-70 عاماً. وانتشرت قوائم اسمية للمحتجزين، تبيّن بعد التدقيق أن غالبيتها لمدنيين اختُطفوا من داخل مناطقهم وقراهم، وجرى اقتيادهم إلى مراكز احتجاز مختلفة في درعا وريف دمشق قبل جمعهم في سجن عدرا، دون توجيه أي تهم واضحة لهم.
منظمات حقوقية ومحلية في السويداء وثقت أكثر من 600 مفقود بعد اجتياح تموز، من بينهم عشرات النساء اللواتي أكد تقرير أممي اختطافهن من السويداء. هذا العدد الكبير من المفقودين والمختطفين، شكّل مأساة إنسانية يومية غير مسبوقة، وإصراراً على المطالبة بكشف مصيرهم جميعاً، والإفراج الفوري عن كل المحتجزين، دون استثناء.