الشاعر نصر موسى من قرية الغجر يرثي المرحومة زوجته

بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
إنّا لله وإنّا إليه راجعون

إعلان

إعلان

إعلان

رثاء رفيقة العمر
غاليتي الحبيبة : التى وافتها المنيّة في الحادي والعشرين من أيار 2025 ، عن ثمانٍ وخمسين عاماً . لروحها الرحمة ولكم البقاء .

أقول :

أترومُ من عمرِ الشّبابِ شبابا
أم تُفجعُ الخلانَ والأحبابا ؟

يا موتُ لولا الحقُّ أني مؤمنٌ
أرسلتُ من بين الضلوعِ عتابا

يا موتُ قد فُجعت بحكمِك فلذةٌ
قُبضَت ولم ندرِ لها الأسبابا

وطرقتَ باباً في الحياة عُجالةً
وتركتَ فينا الذّارياتِ عُجابا

وتلوّعت مُقلٌ تزفُّ أنينها
كلمى الجروحِ تعانقُ الأهدابا

أيَدَ المنونِ قطفتِ منّا شُعلةً
كانت تضيءُ الدّاجياتِ شُهابا

وخطفتِ من عطرِ الرّحيقِ حلاوةً
كان الدواءُ لجُرحِنا وشرابا

وسرقتِ من بين الحنايا مُهجةً
وجعلتِ دمعَ الموجعينَ جوابا

آهٍ وقد أشعلْتِ فينا رزيئةً
ورسمتِ في قلب المحبِّ صعابا

ما أصعبَ الوقعَ المميتَ فُجاءَةً
دمغَت عيونَ المفجعينَ عذابا

والآهُ منّا تستفيضُ تأوّهاً
سهماً على كَبِدِ الرّجاءِ أصابا

وكأنّما الْتهمَت لقلبي جَمرةٌ
فتفجّرَ القلبُ الشجيُّ لهابا

أي زوجتي ، هَذي رسالةُ صادقٍ
إنّ الفُراقَ يُفتّتُ الأعصابا

كنتِ الرّفيقَ وصدقُهُ بوفائهِ
وأنيسةً وجليسةً وكتابا

كنتِ الأمانةَ قد حملتِ سجيّةً
وهبَت إلى كلِّ البنين نصابا

كنت السّراجَ المستفيضَ ضياؤهُ
والنّورُ يعلو من الأصيلِ ثوابا

في كلِّ ركنٍ صورةٌ نَطَقَت بها
تستصرخُ الجدرانَ والأبوابا

وترى النّوافذَ ترتجي إطلالةً
لتفوحَ عاطرةُ النّسيمِ صبابا

حتى الأزاهرَ تشرأبُّ رؤوسها
لترى صباحَكِ زاهراً خلّابا

هذي أطافيلُ البنين تزاحمت
سألت يداك بما يلذُّ وطابا

والبيتُ يصبو صبابةً ومودّةً
تجلو الهمومَ وتفعمُ الآدابا

يا صفوةَ البيتِ السّعيدِ وذخرَهُ
كنتِ إلى لبِّ الفؤادِ رحابا

أملٌ وحلمٌ قادمٌ ، وشروقُهُ
سرعانَ ما حلَّ المساءُ ضبابا

قد زادَ من ألمِ الفراقِ توجّعاً
هلّا خيالُك يستطيعُ إيابا ؟

يا درّةً من جوهرٍ ياقوتُهُ
أضحى ترابك في الفؤادِ قبابا

يا موتُ قد أرهقتني في غصّةٍ
ألزمْتَنا عيشَ الحياةِ يبابا

يا موتُ قد عاجلتني برفيقةٍ
تاللهِ ما حسِبَ الفؤادُ حسابا

هلا يعودُ الطّيفُ بعد غيابه
ألمَ الفجيعةِ والجفونَ خضابا

ما قبركِ في القبرِ ، قبركِ هالةٌ
نثرت على ترب المقامِ نقابا

فعليكِ من رضوان ربي أمانُهُ
ذرّاتُ ما حملَ التُّرابُ تُرابا

تاريخ الوفاة 21/05/2025

تواضعاً :
نصر موسى ، أبو شحاده
قرية الغجر – الجولان

تعليقات

  1. أخي نصر المحترم :
    نشارككم مصابكم الجلل بوفاة المرحومة زوجتك ونرجوا من العلي القديو أن يمن عليكم بالمزيد من الصبر والسلوان وأن يطيل بأعماركم جميعا وانا لله وانا اليه لراجعون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.