الشرع: اتفاق أمني مع إسرائيل قد يُوقَّع قريباً ومسألة الجولان “معقدة وكبيرة” ومن المبكر بحثها حالياً.

صرّح الرئيس السوري أحمد الشرع مساء أمس الأربعاء أن حكومته قد تتوصل خلال الأيام القريبة المقبلة إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مؤكداً أن “السلام والتطبيع ليسا مطروحين حالياً، لكن الاتفاق قد يمهّد لتفاهمات إضافية في المستقبل”، وأن مسألة الجولان “معقدة وكبيرة” وأن من المبكر بحثها حالياً.

الشرع، الذي كان يتحدث للصحفيين قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد على أن الاتفاق الأمني “ضروري”، موضحاً أنه يهدف إلى إلزام إسرائيل باحترام المجالين الجوي والسيادي لسوريا، وأن الأمم المتحدة ستكون الجهة المشرفة على تطبيقه.

وبحسب وكالة “رويترز”، مارست الولايات المتحدة ضغوطاً للتوصل إلى اتفاق قبل انعقاد الجمعية العامة، غير أن الشرع نفى تعرض دمشق لأي ضغط مباشر، مشيراً إلى أن واشنطن تقوم بدور الوسيط.

الشرع كشف أن المفاوضات مع إسرائيل كانت على وشك التوصل إلى اتفاق في يوليو/تموز الماضي، إلا أن أحداث العنف في محافظة السويداء أدت إلى تجميد المحادثات. وأوضح أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في الجنوب السوري ودمشق في تلك الفترة اعتبرها “إعلان حرب”، لكنه امتنعت عن الرد حفاظاً على مسار التفاوض.

كما أشار الشرع إلى أن دمشق تسعى لاتفاق مشابه لاتفاق فصل القوات لعام 1974، لكنه أوضح أن مسألة الجولان “معقدة وكبيرة” وأن من المبكر بحثها حالياً.

في السياق، أفاد موقع “إندبندنت” بالعربية أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى أمس مع الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون دريمر، بحضور الوسيط الأميركي توماس باراك، وأن الجانبين يناقشان اتفاقاً يتضمن:

انسحاب إسرائيل من معظم المناطق التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، باستثناء نقطتين عسكريتين في قمة جبل الشيخ (الهرمون).

منع انتشار أسلحة ثقيلة للجيش السوري قرب الحدود، ورسم خطوط جديدة لمنطقة عازلة.

معالجة تداعيات أحداث السويداء والتعهد بضمان مشاركة المكوّنات السورية في الحياة السياسية.

التزام سوريا بمكافحة الوجود الإيراني على أراضيها ومنع أي هجمات ضد إسرائيل من داخلها.

التزام إسرائيل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية والاعتراف بحكومة الشرع.

ووفق التسريبات، من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل مساعٍ أميركية لعقد قمة تجمع الشرع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.