كثفت الحكومة السورية غاراتها الجوية على مدينة تدمر التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقتلت أكثر من 100 شخص، من بينهم مدنيون، خلال الأيام الأخيرة، بحسب نشطاء.
وتأتي تلك الغارات عقب تسليم روسيا معدات عسكرية جديدة لسوريا، منها طائرات حربية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، لم يكشف اسمه، قوله “نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل، وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي” إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن 12 مدنيا على الأقل، و20 مسلحا من التنظيم قتلوا في ضربات جوية شنتها قوات الحكومة على مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا.
وجاء في بيان للمرصد أن “طائرات حربية ومروحية قصفت عشرات الصواريخ والبراميل المتفجرة مستهدفة الثلاثاء أحد مقار تنظيم (الدولة الإسلامية) وأحياء عدة في مدينة تدمر، في محافظة حمص، وأن عشرات الأشخاص جرحوا بسبب القصف”.
وطال القصف، وفق المرصد، مناطق عدة في مدينتي السخنة في ريف حمص الشرقي، والقريتين في الريف الجنوبي الشرقي.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد سيطر في 21 مايو/أيار الماضي على مدينة تدمر الأثرية، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، ودمر منذ ذلك الحين مواقع أثرية عدة في المدينة، من بينها معبدا بعل شمين وبل.
وتعاني المدينة – التي لم يبق فيها وفق مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلا طبيب مدني واحد يعمل في مشفى ميداني – من نقص في الكوادر والتجهيزات الطبية، وتسبب ذلك في وفاة عدد من الجرحى.
وقال المرصد إن المنطقة التي يقع فيها المشفى الميداني في المدينة تتعرض بدورها لقصف يومي من القوات الحكومية.
ويتطلب إسعاف الجرحى – وفق المرصد – نقلهم الى محافظة الرقة، معقل التنظيم في شمال البلاد، والتي تتعرض هي الأخرى لضربات جوية بشكل مستمر.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف مارس/آذار 2011 في مقتل أكثر من 240 ألف شخص.