يحتفل الروس في آذار بذكرى تسمية موسكو عاصمةً للاتحاد السوفياتي عام 1918 بدلاً من سانت بطرسبرغ، والتي ورثتها روسيا واستمرت عاصمة لها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991م.
وتعد روسيا من أكبر دول العالم من حيث المساحة والسكان، إذ تغطي ما نسبته 8/1 من مساحة الأرض في العالم بـ”17,075,400″ كيلومتر مربع، فيما تصنف كتاسع أكبر دولة من حيث عدد السكان بأكثر من 143 مليون نسمة.
روسيا أو “روسيا الاتحادية” هي دولة تقع في شمال “أوراسيا”، وتمثل شمال آسيا بالكامل و40 في المئة من أوروبا، كما تُغطي تسع مناطق زمنية، وتضم مجموعة واسعة من البيئات والتضاريس.
فيما تمتلك روسيا أكبر احتياطي في العالم من الموارد المعدنية والطاقة، ولديها أيضاً أكبر احتياطيات العالم من الغابات والبحيرات، التي تحتوي ما يقرب من ربع المياه العذبة في العالم.
روسيا:
يعد تاريخ روسيا وجيزاً، إذ يعود إلى انهيار الاتحاد السوفياتي في أواخر عام 1991، وحصولها على الاستقلال، وكان هناك اعترافاً دولياً بوصف روسياً الوريث الشرعي (القانوني) للاتحاد السوفياتي.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فقدت “وريثته” روسيا جزءاً غير قليل من قوتها ومكانتها الدولية لصالح أميركا، في الوقت الذي واجهت فيه تحديات خطيرة في جهودها لإقامة أساسيات جديدة في النظام السياسي والاقتصادي من خلال إلغاء التخطيط الاشتراكي المركزي، وملكية الدولة، إذ حاولت إعادة بناء الاقتصاد مع عناصر رأسمالية في السوق. إلا أنها لم تفتقد ثقافتها السياسية وبنيتها الاجتماعية كدولة عظمى.
http://www.youtube.com/watch?v=LAxf-05NTRY
العاصمة القديمة:
أُسست مدينة بطرسبرغ على يد القيصر بطرس الأول في 27 مايو، 1703 كنافذة مطلة على أوروبا ، وبنى فيها قلعة ضخمة على نهر نيفا الكبير في الخليج الفنلندي، ثم اتسعت على رغم وعورة المنطقة وسرعان ما تحولت إلى ميناء عسكري تجاري كبير وساهمت بصنع الانتصار في حرب الشمال العظمى التي استمرت أكثر من 20 عاماً.
وتعتبر مدينة سانت بطرسبرغ الواقعة في شمال غرب روسيا في دلتا نهر نيفا، شرق خليج فنلندا، في بحر البلطيق، أحد أكبر مراكز أوروبا الثقافية، إذ فتحت هذه المدينة آفاق اتصال واسع مع الحضارة الأوربية، وحملت هذا الاسم تخليداً لمؤسسها القيصر بطرس أو بيتر الأول، وكانت عاصمة البلاد لأكثر من قرنين (1712-1732 / 1732-1918)، وسميت المدينة في الماضي بأسماء عديدة بتروغراد (1914-1924)، ولينينغراد (1924-1991) ثم أخيراً سانت بطرسبرغ.
من سانت بطرسبرغ إلى موسكو:
عندما كانت سانت بطرسبورغ عاصمة لروسيا منذ عام 1712م ، احتفظت موسكو بمكانتها كمكان يتويج فيه الأباطرة. وازدادت أهميتها باعتبارها مركزاً ثقافياً وعلمياً هاماً بعد الإصلاحات التي قام بها القيصر بطرس الأكبر، والتي أدت إلى تحويل روسيا إلى دولة كبرى، إذ تم تأسيس جامعة موسكو عام 1754، والتي ظلت تحمل اسم العالم الروسي الكبير ميخائيل لومونوسوف إلى الآن.
وبعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا اتخذت حكومة البلاشفة عام 1918 قراراً بنقل العاصمة من سانت بطرسبرغ إلى موسكو لتصبح عاصمة للاتحاد السوفياتي، بعد أن كانت الأولى عاصمةً لمدة 215 عاماً.
وفي أعوام الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية 1941-1945) لم تكن موسكو مركزاً لمقاومة القوات النازية فحسب، بل أصبحت رمزاً للشعب السوفيتي إذ سقط فيها الكثير من الخصوم أثناء المعارك، واستمرت في الصمود ولم تستسلم للأعداء.
العاصمة المميزة:
وتمتلك موسكو العديد من المميزات التي تجعل منها عاصمة نموذجية لدولة كبيرة مثل روسيا، إذ تقع على نهر موسكفا في المنطقة الفيدرالية المركزية في المنطقة الأوروبية من روسيا، وتُعتبر مركزاً اقتصادياً رئيساً، وتحوي العديد من المؤسسات العلمية والتعليمية، والعديد من المرافق الرياضية.
كما تمتلك أيضاً نظاماً معقداً للنقل يشمل أربعة مطارات دولية، وتسع محطات للسكك الحديد، ونظام المترو الثاني الأكثر ازدحاماً في العالم (بعد طوكيو) الذي يشتهر بهندسته المعمارية والأعمال الفنية. كما تعد أكبر مدينة من حيث عدد السكان، ومركزاً للسياسة والاقتصاد والثقافة في روسيا.