الفوضى تحت غطاء التضامن مع السويداء سلوك مرفوض

في خضم المشهد المؤلم الذي تعيشه محافظة السويداء، ومع تصاعد أجواء التعاطف الشعبي في الجولان والجليل والكرمل، تبرز مبادرات إنسانية صادقة من أبناء الجولان والجليل والكرمل، الذين يسعون إلى إيصال صوت التضامن مع أهلهم على الجانب الآخر من الحدود. لكن وسط هذه المشاعر النبيلة، ظهرت سلوكيات خطيرة وغير مقبولة من قبل بعض الأشخاص الذين قدموا من الجليل والكرمل، وأساؤوا إلى جوهر التضامن وحولوه إلى أداة فوضى وتهديد.

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

بعض هؤلاء الأشخاص، وتحت ستار التضامن، يتسللون إلى قرى الجولان ويتجولون بين البيوت وهم ملثمون ومسلحون، بل ويطلقون النار في الهواء، ما يثير حالة من الذعر لدى النساء والأطفال، ويزرع الخوف في قلوب السكان الآمنين. هذه التصرفات التي لا تمت للتضامن بصلة، تبعث برسائل خاطئة ومقلقة، وتخلق حالة من التوتر والفوضى في منطقة تسعى جاهدة إلى الحفاظ على تماسكها في وجه الظروف القاسية.

الخطورة لم تتوقف عند حدود التخويف، بل تعدتها إلى أعمال تهريب. فقد قام بعض من دخلوا إلى الجانب السوري من الشريط الحدودي بتهريب أسلحة وممنوعات خلال عودتهم، ما دفع الجيش والشرطة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات صارمة، شملت إغلاق البوابة الحدودية التي كانت قد فتحت استثنائياً كنافذة إنسانية.

هذه البوابة كانت تُستخدم للسماح لأفراد العائلات المقسومة بين الجولان والداخل السوري بالتلاقي بعد عقود من الفراق القسري. وللمرة الأولى منذ سنوات، تنفست بعض هذه العائلات الصعداء بلقاء أحبائها. لكن للأسف، جاء هذا السلوك غير المسؤول ليُغلق هذه النافذة، ويحرم عشرات العائلات من لحظات لمّ الشمل التي طال انتظارها.

لأهلنا في الجليل والكرمل نقول: نقدر محبتكم وصدق شعوركم تجاه ما يجري في السويداء، ونحن نعرف غيرتكم الصادقة، لكننا نناشدكم أن تترجموا تضامنكم بصورة حضارية وإنسانية، لا عبر ممارسات تسيء إلى الأهالي وتضر بالقضية. التضامن لا يكون بالتجول خلسة بصورة مريبة وإطلاق النار بين بيوت الناس الآمنين، بل بالمسؤولية والانضباط واحترام قدسية البيوت وأمن الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.