«المربعانية»، «الخمسانية»، «سعد السعود»، «الجمرات» و«المستقرضات» مصطلحات شعبية مهمة تحت خطر النسيان

لقد شكلت معرفة وخبرة الفلاحين المتوارثة، والمتعلقة بالأرض والبيئة والمناخ والحياة الطبيعية واستقراء الأحوال الجوية، ضرورة معيشية وثقافة شعبية ومصدراً مهما للمعرفة في مواجهة ظروف الحياة الصعبة. وبناء على هذه الخبرة والمعرفة المتراكمة، فقد قسم أجدادنا الفلاحون فصل الشتاء، البالغ عدد أيامه 90 يوماً إلى قسمين: «المربعانية» و«الخمسانية»، فكان هذان المصطلحان، بالإضافة إلى توابعها، «السعودات» و«الجمرات» في يوم من الأيام شائعة الاستخدام، فما هي أهميتهما وماذا تعني؟

وهي أربعون يوماً تبدأ في 22 كانون أول (22/12) وتنتهي في 31 كانون ثاني (31/1)، وهي العمود الفقري لفصل الشتاء، ففيها البرد الشديد والثلوج والأمطار الكثيرة.
المربعانية مدتها أربعين يوما، تبدأ في الثاني والعشرين من كانون الأول\ديسمبر وتنتهي في الحادي والثلاثين من كانون الثاني\يناير، وهذه الفترة هي النصف الأول من موسم الشتاء حيث البرد القارس والمطر الشديد.
واعتبرت «المربعانية» المؤشر الذي يدل على جودة الموسم الزراعي وكميته، فإذا كانت المربعانية ماطرة، فإن ذلك يعني أن الموسم وفير هذا العام، والعكس بالعكس.
وقد قيلت في «المربعانية» الكثير من الأمثال الشعبية التي تعكس علاقتها بوفرة الموسم الزراعي، ومنها: “المربعانية يا بتربع يا بتقبع”، بمعنى بتربع تسمن لكثرة المطر والعشب، وبتقبع أي تضعف وتزول لقلة المطر والعشب. و”المربعانية يا شمس بتحرق يا مطر بيغرق” وهذا المثل يدل على ارتباط المردود الطيب بكمية المطر المتساقطة خلالها، فتكون سنة خير لأن المربعانية في”كوانين” وهي أشهر المطر الغزير والأساسي.

إعلان

إعلان

إعلان

وهي خمسون يوماً تبدأ من 1 شباط (1/2) وتنتهي في 21 آذار (21/3)، وفيها تنكسر شدة البرد قليلاً.
«الخمسانية» مدتها 50 يوماً، تبدأ في الأول من شباط\فبراير وتنتهي في 21 آذار\مارس، حيث تكون حدة الشتاء قد خفت، لذا قيل عن شباط: “شباط لو شبط أو لبط ريحة الربيع فيه”، أي إنه عندما يجيء شهر شباط ترتفع معدلات درجات الحرارة أكثر من كوانين لأن «المربعانية» تكون قد انتهت .
وبالرغم من أنه في «الخمسانية» ترتفع درجة الحرارة نسبياً عنه في «المربعانية» إلا أن المثل الشعبي قال: “آذار 7 ثلجات كبار ما عدا الصغار”، وذلك للدلالة على أن فصل الشتاء يستمر حتى نهاية آذار، وكذلك: “إن غلّت وراها آذار، وان أمحلت وراها آذار”، وذلك للدلالة على أن شهر آذار تتوقف عليه جودة الموسم أو سوئه. وقيل في شباط أيضاً “شباط اللباط ما في ع كلامه رباط”، وذلك للدلالة على طقسه المتقلب.

وقسمت «الخمسانية» إلى 4 أقسام، طول كل واحد منها 12.5 يوماً، ومجموعها 50 يوماً هي عدد أيام الخمسانية، وسميت الأقسام الأربعة على النحو التالي: «سعد ذابح»، «سعد السعود»، «سعد بلع» و«سعد الخبايا»

«سعد ذبح»
وهو “سعد” منها، وسمح بذلك الإسم دلالة على شدة برودته، فقال المثل الشعبي “سعد ذابح لا خلّا كلب ينبح، لا فلاح يفلح ولا راعي يسرح”.

«سعد بلع»
ثاني “سعد” هو «سعد بلع»، وهي الفترة التي تمتص فيها الأرض الأمطار والرواسب، أي أن الأرض تبتلع المياه وتختزنها في باطنها.

«سعد السعود»
ثالث “سعد” هو «سعد السعود»، وفي هذه الفترة تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع معلنة قرب انتهاء فصل الشتاء، فتجري المياه ويبدأ الشجر بالإزهار.

«سعد الخبايا»
رابع “سعد” وآخرها هو «سعد الخبايا»، حيث ترتفع درجة الحرارة وتدب الحياة في الطبيعة معلنة قرب فصل الربيع، لذلك قال المثل الشعبي فيه “بسعد الخبايا بتطلع الحيايا”.

تأتي «المستقرضات» من ضمن «الخمسانية» وهي آخر 4 أيام من شباط يضاف لها أول 3 أيام من آذار.
واعتبر أجدادنا الأيام السبعة الواقعة بين نهاية شباط وبداية آذار (آخر 4 أيام من شباط وأول 3 أيام من آذار) أياما باردة، ويظهر ذلك من المثل الشعبي الشائع في تلك الأيام: “آذار يا عيوني ثلاثة أيام واقرضوني لوقد هالعجايز دواليبها” (دواليبها بمعنى خزائنها، وذلك دلالة على انتهاء مخزون الحطب في نهاية الموسم، ما سيضطر العجائز لاستخدام خشب الخزائن للتدفئة).

هي ثلاث جمرات سميت “بالجمرات الثلاث”.
“تسقط” الجمرة الأولى في 20 شباط\فبراير، وتسمى جمرة الهواء، حيث تبدأ درجة حرارة الهواء بالارتفاع.

“تسقط” الجمرة الثانية في 27 شباط\فبراير، وتسمى جمرة الماء، حيث تذوب الثلوج وترتفع درجة حرارة المياه.

“تسقط” الجمرة الثالثة في 6 آذار\مارس، وتسمى جمرة الأرض، حيث ترتفع درجة حرارة الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.