بُعيد إعلان فصائل سورية مقاتلة بدء معركة للرد على انتهاكات القوات النظامية للهدنة، شن مقاتلو المعارضة هجوما على اللاذقية، والنظام يشن غارات على حمص.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً شرساً على القوات الحكومية السورية في محافظة اللاذقية اليوم الاثنين (18 أبريل/ نيسان 2016) وحقق المقاتلون تقدماً منفصلاً في حماة القريبة مع تصاعد العنف في غرب سوريا.
وأضاف المرصد المقرب من فصائل المعارضة ومقره بريطانيا، أن القوات الحكومية نفذت ضربات جوية مكثفة في محافظة حمص أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وأن من المتوقع ارتفاع عدد القتلى مع إصابة آخرين بجروح خطيرة.
من جانب آخر، أورد التلفزيون السوري الرسمي أن ثمانية أشخاص قُتلوا وأُصيب آخرون بجروح الاثنين إثر سقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة على أحياء في مدينة حلب. وأشار التلفزيون إلى “ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة عشرة مواطنين في قذائف أطلقها إرهابيون على حيي صلاح الدين والحميدية في حلب”.
ويأتي ذلك غداة مقتل 22 مدنياً على الأقل في شطري المدينة جراء تبادل قصف بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، وهي الحصيلة الأكبر لضحايا مدنيين في قصف منذ بدء سريان الهدنة في شباط/ فبراير الماضي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “هناك تصعيد واضح هو الأكثر عنفاً (منذ بدء الهدنة في سوريا في 27 شباط/ فبراير الماضي) في مدينة حلب وريفها من الأطراف الكافة”.
وتأتي هذه الهجمات بُعيد إعلان جماعات لمقاتلي المعارضة السورية اليوم الاثنين عن معركة جديدة ضد القوات الحكومية في مؤشر على تصاعد العنف الذي يقوض اتفاقاً لوقف إطلاق النار وينذر بعرقلة محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة.
وقالت الجماعات التي تشمل فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وجماعة أحرار الشام الإسلامية القوية في بيان إنها سترد “بقوة” على أي قصف تشنه القوات الحكومية ضد المدنيين.
وبدأ سريان اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا الذي توسطت الولايات المتحدة وروسيا فيه يوم 27 فبراير/ شباط الماضي بهدف السماح باستئناف محادثات السلام.
سياسيا، اتهمت جماعات معارضة سورية مسلحة اليوم الاثنين مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بالانحياز لدمشق وحثت مفاوضي المعارضة على اتخاذ موقف أكثر صرامة في محادثات السلام في جنيف.
وأضاف خطاب موجه للمفاوضين ويحمل توقيع “فصائل الثورة السورية” دون ذكر جماعة بعينها أنه لم يتم الوفاء بالتعهدات الدولية بتقديم المساعدات ووقف قصف المناطق السكنية وإطلاق سراح المعتقلين.
وحث الخطاب الهيئة العليا للمفاوضات التي تجتمع مع دي ميستورا في جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف على “اتخاذ موقف حاسم إزاء المناورات الأممية التي تعطي الأسد مزيدا من الوقت للإمعان في قتل السوريين وترمي لتغيير الواقع عسكريا على الأرض.”
وتابع أن “الشعب السوري ومن خلفه فصائله الثورية يراقبون منذ بداية هذه المفاوضات ما يعتبرونه انحيازا من قبل المبعوث الأممي لتحقيق مطالب نظام الأسد والاستجابة لضغوطه ومناوراته التي تطيل أمد معاناة شعبنا وتسمح له بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق شعبنا.”