المقلي والمخلّل والمدخّن … وخطر المبالغة

المقليات والمخللات والأغذية المدخنة، ثلاثة أنواع من الأطعمة يجب عدم المبالغة في استهلاكها، لأن الإفراط في تناولها مضرّ بالصحة، وقد يكون سبباً لبعض الشكاوى والأمراض.

فالمقليات لا تسبّب فقط صعوبة في الهضم وزيادة محيط الخصر ورفع نسبة الكوليسترول، بل تضرّ بالكبد، وقد حذرت دراسة أميركية حديثة من تأثير هذه الأطعمة فيه لأنها تغيّر من أنزيمات الكبد بالقدر نفسه الذي يسبّبه مرض التهاب الكبد الوبائي. وإذا أخذنا بما ورد في كتاب الدكتور درو أوروين «بيتر إن سيت»، فإن تناول المقليات في شكل منتظم ولمدة 30 يوماً يُحدث تبدلات واضحة في الكبد.

وتضم المآكل المقلية مشتقات يمكن أن تترسب على البطانة الداخلية للشرايين مؤدّية إلى تصلّبها، وبالتالي إلى تضيّقها وانسدادها، وهذا ينعكس سلباً على سريان الدم، ما يؤدي الى حدوث أزمات قلبية ودماغية وعائية.

وتتشكّل في الأطعمة المقلية، نتيجة فعل القلي، مركبات كيماوية ضارة، أبرزها مادة الأكريلاميد التي دلّت الدراسات على أنها مؤذية لمختلف أعضاء الجسم ومحرّضة على نشوء السرطان. وإلى جانب هذا وذاك، فإن الأغذية المقلية تخسر عدداً من العناصر الغذائية النافعة، خصوصاً الفيتامينات.

أما المخلّلات فهي تملك جانبين، واحد إيجابي وآخر سلبي. ويتمثل الجانب الإيجابي في أن عملية التخليل تؤدي إلى تكوّن مستعمرات جرثومية نافعة تساهم في تحسين عملية الهضم وزيادة تصنيع الفيتامينات ورفع إنتاج الأنزيمات التي تسهل عملية الهضم. أما الجانب السلبي في المخللات فهو وجود الملح بكمية كبيرة فيها، والجميع يعرف خطر الإكثار منه على الصحة، فهو يعرّض للإصابة بأمراض خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، من هنا على مرضى الضغط أن يأمنوا جانبها.

وإذا تمّ تخزين المخللات في ظروف صحية سيئة، فإن الفطريات تجد فيها مرتعاً خصباً فتتكاثر في الطول والعرض، مطلقة مواد سامة يمكن أن تلحق الأذى بخلايا الكبد وعضلات القلب والجهاز العصبي والكليتين.

أما الأغذية المدخنة، التي تشمل اللحوم والأســـماك والأجبان في شكل خاص، فهي قد تحمل في طـــياتها ما ليس في الحسبان، فقد رصدت دراسات تأثيرات ضارة كثيرة، من أشهرها أنها تخسر بعض الأحماض الأمينية المهمة للجسم، خصوصاً حامض الليسيتين الذي يعتبر مهماً للغاية لأنه مركب فاعل يدخل في تفاعلات كيماوية عدة. ومن مساوئ الأطعمة المقددة، أنها تحتوي على مركب كيماوي اسمه نيتروسامين يمكن أن يضاعف احتمال الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم والرئة والكبد والمعدة والبانكرياس.

وكان علماء ألمان حذروا من إعطاء بعض الأنواع من النقانق المدخنة للأطفال لأنها تزيد من احتمال الإصابة بمرض التصلّب اللويحي المتعدد في المراحل اللاحقة من الحياة، وهو داء خطير ينتهي باختلاطات فظيعة مهدّدة للحياة.

وبينت دراسات، وجود علاقة ما بين استهلاك الأطعمة المدخنة وسرطان البروستاتة والقولون والبانكرياس والثدي. ووجد باحثون من كلية طب هارفارد، رابطاً بين استهلاك الأغذية المدخنة يومياً وزيادة احتمال الإصابة بالداء السكري.

+ -
.