في ظل الاحتلال يحافظ أهالي الجولان السوري المحتل على الروابط العائلية مع أقربائهم داخل سوريا، يتزوجون من بعضهم البعض برغم ما يخلفه هذا التواصل من فراق جغرافي.
عرس سمر يعصر الأفئدة. هكذا كان. على حدود الوطن ومع الوطن، في الجهة السورية يقف العريس وأهله، وفي الجهة المحتلة من هضبة الجولان تحتضن العروس اسرتها للمرة الأخيرة الى حين لقاء معلق بسياسات الاحتلال.
يقول محمود عفيف والد سمر معلقاً “هذه المشاكل فوق الحياة الاجتماعية إنما هي حياة سياسية عندنا، وفرضوا علينا هذا الانقطاع ولا نتواصل مع أهلنا لفترة طويلة مثلاً أنا منعوني 5 سنوات ما أشوفها وبعد 5 سنوات من زواجها سمحوا لي برؤيتها في الاردن”.
مضى خمسة عشر عاماً على زواج سمر من ابن خالتها في دمشق، تقلب والدتها أشرطة الفيديو، تستذكر تلك اللحظات الصعبة عندما منع الاحتلال عبور ابنتها العروس إلى الجانب الآخر، لا لشيء سوى التضييق عليها، لتتكبد عناء الموقف الصعب ثانية في الموعد الذي حدده الاحتلال بعد شهرين من موعد العرس الأصلي.
“فش أصعب منها” تقول جميلة محمود والدة سمر، وتتابع “يعني تترقبين فرحة أولادك لتحضريها ولكت تحرمين منها..قديش صعبة نحنا ما بصرلنا نشوفها لا بالأتراح ولا بالافراح. أخوها توفي إجت عالقنيطرة كل الوقت وهي تبكي وما خلوهاش تفوت. حياتنا مأساة شو بدي اقلك”.
بعد احتلال الجولان، كان فقدان الصلة مع الأهل في سوريا هو الهاجس الأكبر لدى الأهالي، فأصروا على الحفاظ على علاقات الزواج معهم رغم أنف الاحتلال عبر تنسيق خاص تحت مظلة الأمم المتحدة، ينجح أحياناً ويخيب في أحيان أخرى.
أما ابتسام فلها قصة أخرى. لم تر عائلتها منذ 34 عاماً، فهي اختارت كمثل العشرات من النساء السوريات غيرها تعقب أثر القلب والوجدان.
وتقول ابتسام المتزوجة في الجولان وعائلتها في الشام “ما بعد 1967 أول وحدة تقريباً أنا دشرت أهلي وجيت لهون بالبداية عانيت ولمت البعض أنه ليش تتركوا أهلكن وتيجوا بس بفكر فيها الإنسان، بلقى أنو هي شغلة عشان التواصل مع أهلنا مع أنه إسرائيل بتطالع روحنا لحتى نحصل عالشي اللي ببردلنا الحسرة بقلوبنا وحقدهن علينا بنحملش”.