قال خالد البطش عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في العاصمة المصرية القاهرة إن الوفد وافق على مقترح مصري بهدنة جديدة لمدة 72 ساعة.
ودعت الخارجية المصرية الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للإلتزام بوقف إطلاق نار جديد لمدة 72 ساعة اعتباراً من منتصف ليل الأحد.
وقالت إن ذلك يأتي من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية في القطاع.
وأضافت الخارجية المصرية في بيان لها انه يجب استغلال تلك الهدنة في استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم.
تحذير متبادل
وجددت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها لمناطق مختلفة في قطاع غزة صباح الأحد ما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات، وهو ما يرفع عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 1916 قتيلا وأكثر من 9875 جريحا.
وشنت الطائرات الإسرائيلية في ساعات الصباح سلسلة غارات على منطقة الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في منازل السكان في تلك المنطقة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما قتل فلسطيني في قصف تجمع للمواطنين شمال مدينة رفح فجر الأحد.
وقصفت طائرات إسرائيلية منزل أيمن بركة في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، مما أدى لإصابته ومقتل زوجته وإصابة عدد من أفراد أسرته.
واستهدفت الطائرات منزل لعائلة الدالي بحي الغوافير في منطقة القرارة شرق خانيونس، كما استهدفت موقع القدس التابع لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في خانيونس.
وأعادت الطائرات الاسرائيلية قصف مسجد الشهداء في مخيم النصيرات للمرة الثانية ما أدى إلى تدميره.
وأصيب عشرة فلسطينيين فجر الأحد بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة إن عشرة إصابات بينها خطيرة وصلت إلى مشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لتلقي العلاج.
وقتلت في ساعة متأخرة من مساء السبت الطفلة آية أنور الشاعر في قصف استهدف منزلهم في مدينة رفح.
وحذر الجانبان الاسرائيلي والفلسطينييني من المخاطر التي تحيط بمباحثات الهدنة التي ستستأنف في القاهرة الأحد حيث قالت اسرائيل إن المباحثات ستمضي قدما فقط في حال توقف اطلاق الصواريخ من غزة، في حين ربط الفلسطينيون مشاركتهم بتوقف اسرائيل عن وضع الشروط.
وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاحد إن اسرائيل لن تشارك في المباحثات ما دامت الصواريخ والهاونات المنطلقة من قطاع غزة تواصل السقوط على اسرائيل.
وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته “اسرائيل لن تفاوض تحت التهديد،” مضيفا “لم نعلن في اي وقت ان الهجوم على غزة قد انتهى.”
وقال “ستتواصل العملية العسكرية الى ان تحقق اهدافها في اعادة الهدوء لفترة طويلة. لقد قلتها منذ بدء العملية وخلالها انها ستستغرق وقتا طويلا وستحتاج الى الجلد وقوة التحمل.”
وهدد المفاوضون الفلسطينيون بالانسحاب من المباحثات ما لم يظهر الوفد الاسرائيلي الأحد في القاهرة.
وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن ” الاربع والعشرين ساعة المقبلة حاسمة في تقرير مصير المفاوضات”.
وقال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني المشارك في المحادثات التي تجري في العاصمة المصرية القاهرة لوقف الحرب في غزة إن المفاوضين الفلسطينيين سيغادرون القاهرة الأحد إذا لم توافق إسرائيل على العودة إلى المفاوضات التي تتوسط فيها مصر دون وضع شروط.
ولكن وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية قالت في وقت لاحق الاحد إن المفاوضين الفلسطينيين لن يغادروا القاهرة في الوقت الراهن، وانهم سيجرون الاثنين اجتماعا طارئا مع جامعة الدول العربية لبحث الازمة في غزة.
وتدير مصر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين منذ بدء هدنة الـ72 ساعة التي انتهت صباح الجمعة دون نجاح في تمديدها.
وتأمل مصر ومن ورائها الولايات المتحدة والدول الغربية في ان تفضي المفاوضات إلى هدنة طويلة الأمد بين الجانبين.
وأدى الصراع الذي نشب في الثامن من يوليو/ تموز في عملية اطلقت عليها اسرائيل “الجرف الصامت” إلى مقتل ١٩١٣ فلسطينيا واصابة نحو عشرة آلاف آخرين، فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 63 جنديا وعدد قليل من المدنيين.
وتتمسك الفصائل الفلسطينية في القاهرة وفي مقدمتها حماس بمجموعة من المطالب لوقف القتال ومن بينها رفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع برا وبحرا، وفتح معبر رفح مع الجانب المصري، وتوسيع الرقعة البحرية للصيد بينما تطالب اسرائيل بنزع سلاح الفصائل.
ونفذت الطائرات الاسرائيلية نحو 50 غارة على اهداف في القطاع السبت اسفرت عن مقتل 8 فلسطينيين فيما اطلق الفلسطينيون 32 صاروخا على اسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة والامم المتحدة ادانتا تواصل العمليات العسكرية في غزة وطالبتا اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية “حماس” بإيقاف العمليات العسكرية فورا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست إنه يجب على الطرفين التوصل الى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار.
اما بان غي مون الامين العام للامم المتحدة فأدان استئناف القتال في غزة مؤكدا أن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين لن يكون امرا مقبولا.