قتل 68 شخصا على الاقل في تجدد للقتال بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنية المعترف بها دوليا من جهة، والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى.
وأكدت قيادات عسكرية يمنية وشهود عيان ومصادر قبلية لبي بي سي سيطرة القوات الموالية للحكومة خلال يومي الجمعة والسبت على غالبية مناطق محافظة الجوف شمالي اليمن واستعادتها من الحوثيين والقوات الموالية لحليفهم علي عبد الله صالح.
وقالت مصادر عسكرية إن 28 من القوات الموالية لهادي قتلوا، فيما قال الحوثيون إنهم خسروا 40 من رجالهم.
واستمرت الاشتباكات بين الطرفين المتحاربين رغم انطلاق مفاوضات السلام في سويسرا يوم الثلاثاء الماضي.
ووفقا للمصادر استعادت القوات الموالية للحكومة معسكر اللبنات ومدينة الحزم مركز محافظة الجوف وغالبية بلدات لمحافظة الحدودية مع السعودية، وبدأت تزحف باتجاه محافظة صعدة شمالا حتى وصلت الى بلدة المتون المطلة على محافظة صعدة.
وقالت مصادر فيما تعرف بالمقاومة الشعبية لوسائل إعلام محلية إن محمد بدر الدين الحوثي القيادي في الحركة الحوثية قتل في تلك المواجهات.
ووفقا للمصادر وشهود عيان انتشرت قوات موالية للحكومة في المجمع الحكومي في عاصمة محافظة الجوف وسيطرت على معسكري اللواء 115 واللبنات، وهما أهم المعسكرات التدريبية التي كانت تحت سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لصالح بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.
وذكر أن من ضمن القتلى قائد اللواء 101 العميد محمد مصلح الموالي لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
كما أفادت مصادر عسكرية لبي بي سي بمقتل العقيد غمدان ناجي الأشول مع خمسة عشر جنديا من أنصار الحوثيين وصالح في اشتباكات مع قوات التحالف العربي ومقاتلي ما تعرف بالمقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة مأرب.
وتأتي تلك المواجهات بعد يوم واحد من سيطرة أنصار الحكومة على معسكر “ماس” في محافظة مأرب ووصولها لأول مرة الى بلدة “نهم” في ريف صنعاء والتي تبعد عن العاصمة سبعين كيلومترا فقط.
انتهاك
ويواصل ممثلون عن حكومة هادي والحوثيين مفاوضاتهم في بيل بسويسرا في محاولة لوقف القتال الدائر في اليمن منذ عدة شهور.
ويتهم المتمردون الحوثيون قوات حكومة هادي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية بانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار – الذي كان من المقرر ان يستمر لمدة اسبوع – بشكل مستمر.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد بدأ بشن حملة عسكرية في آذار / مارس الماضي لدعم حكومة هادي وذلك بعد ان استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وتقدموا صوب ثاني مدن البلاد ميناء عدن الجنوبي.
ومنذ ذلك الحين، قتل 7500 يمني على الاقل نصفهم تقريبا من المدنيين في الغارات الجوية والقتال البري.
كما تفاقمت الازمة الانسانية، إذ اضحى اكثر من 21 مليونا من اليمنيين – اربع اخماس السكان – بحاجة الى معونات.
مشروعان
وبحث ممثلون عن وفدي النزاع اليمني إلى محادثات السلام في بيل في مشروعين مقترحين لكل منهما لحل عام للصراع الدائر في البلاد منذ تسعة أشهر.
وقد اتفق الطرفان على تشكيل لجنة لمتابعة ما توصلا إليه من تفاهمات بهذا الشأن.
وكان الناطق بإسم حركة أنصار الله الحوثية محمد عبد السلام قال لبي بي سي إن مقترح الحركة والمؤتمر الشعبي العام يتضمن وقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق النار، وتوسيع عضوية اللجنة العسكرية وتفعيل وتسريع دورها من إحدى العواصم العربية، والشروع في مشاورات سياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تتولى تنفيذ متطلبات القرار الأممي من إنسحابات للجماعات المسلحة وتسليم الأسلحة وغيرها من الترتيبات العسكرية والأمنية.
ولم تتضح على الفور ملامح المقترح المقدم من قبل وفد الحكومة إلاّ أن مسؤولاً حكومياً في وفدها المفاوض استبعد في اتصال مع بي بي سي الموافقة على وقف دائم لوقف إطلاق النار إلاّ بعد استعادة مؤسسات الدولة وفي ظل سيطرة الحكومة والسلطة الشرعية، فيما لم يستبعد مسؤول حكومي آخر إمكانية التوصل الى تفاهمات تؤدي إلى تحسين الوضع الإنساني في بعض المناطق المتضررة من القتال والافراج عن المعتقلين العسكريين والسياسيين.
هذا وشارك في بحث المقترحين المشار إليهما عن حركة أنصار الله الحوثية كل من محمد عبد السلام ومهدي المشاط ومن المؤتمر الشعبي العام كل من عارف الزوكا وياسر العواضي وفيما مثل وفد الحكومة كل من عبد الملك المخلافي وعبد العزيز جباري وأحمد عليد بن دغر ونهال العولقي
ويتوقع ان يستأنف الطرفان مناقشاتهما يوم الأحد على ان يعودا لمتابعة ذلك في جولة قادمة في العشر من يناير المقبل.