اليمن يبدأ في “تحديد” هوية المتشددين من بين قتلى الغارات الأمريكية

بدأ مسؤولون يمنيون تحديد هوية بعض المشتبه بهم من المتشددين الذين قتلوا في سلسلة من الغارات الجوية خلال الأيام الماضية.

ويتضمن تحديد هويتهم إجراء اختبارات على الحامض النووي (دي إن إيه) لمعرفة إن كان اثنان من كبار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – هما زعيم التنظيم ناصر الوحيشي، وصانع القنابل إبراهيم العسيري – من بين القتلى.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الغارات لم تكن تقصد أيا من الرجلين.

وقد أصابت الغارات معسكرات تدريب في مناطق جبلية نائية، كما ضربت عدة مركبات.

ودمرت آخر غارة – بحسب بعض التقارير – سيارة 4×4 كانت تقل على الأقل ثلاثة رجال، وكانت تسير عبر محافظة شبوة.

وقال شهود عيان إن جنودا في طائرة مروحية مجهولة الهوية وصلوا إلى المكان، عقب الغارة مباشرة لأخذ جثث القتلى، وقد يشير هذا إلى وجود شخصيات رفيعة المستوى في القاعدة بين ركاب السيارة.

وكانت الغارات في شبوة، والمحافظتين المجاورتين: البيضاء وأبين، قد بدأت السبت، وانتهت بعد منتصف ليل الاثنين.

وقال مسؤول يمني كبير لوكالة فرانس برس إن الحملة الجوية “غير المسبوقة” أتت عقب ورود “معلومات تفيد بأن تنظيم القاعدة يدبر لهجمات على منشآت حيوية، عسكرية، وأمنية، ومصالح غربية”.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن حوالي 55 متشددا – من بينهم ثلاثة كبار في القاعدة – قتلوا الأحد وصباح الاثنين، وإن 10 آخرين قتلوا السبت.

وقد أثار تصريح الداخلية إشاعات بأن الوحيشي، والعسيري كانا من بين القتلى، وكشف مسؤولون يمنيون الثلاثاء أنهم يجرون اختبارات للحامض النووي، من أجل تحديد هوية عدد من الجثث.

زعماء القاعدة

وقيل إن الوحيشي، وهو مساعد يمني سابق لأسامة بن لادن، أشرف على تشكيل تنظيم القاعدة في اليمن، واندماجه لاحقا مع شبكة سعودية جهادية متشددة، وأدى هذا الاندماج إلى تأسيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وكان الوحيشي قد ظهر في فيديو الأسبوع الماضي محذرا بأن التنظيم سيقاتل الغربيين “الصليبيين” وحلفاءهم في أي مكان.

أما العسيري فهو سعودي اتهمه مسؤولون أمريكيون في مكافحة الإرهاب بصنع قنابل استخدمت في سلسلة عمليات كبيرة نفذها التنظيم.

ويعتقد أنه صنع العبوة التي استخدمها شقيقه الأصغر في محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية السعودي في أغسطس/آب عام 2009، وحزام الملابس الداخلية الذي حاول استخدامه نيجيري في طائرة فوق الأجواء الأمريكية في ديسمبر 2009.

وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز إنهم حاولوا قتل الوحيشي والعسيري، لكن الرجلين لم يكونا هدفا للغارات التي وقعت خلال نهاية الأسبوع.

وقال مسؤول يمني إن طائرات يمنية مقاتلة من طراز ميغ-29 شاركت في الغارات، التي تقول مصادر قبلية ومحلية إن طائرات أمريكية بدون طيار كانت ضالعة فيها.

ولم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية، ولا الاستخبارات الأمريكية على العمليات، وأحال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني جميع الأسئلة في هذا الشأن إلى السلطات اليمنية في صنعاء.

+ -
.