إن التغير الحاصل في نمط الحياة والمتمثل بتغيير العادات الغذائية وحياة المدينة التي يعيشها الأفراد في المجتمع، إضافة إلى قلة الحركة، أدت جميعها إلى انتشار الأمراض المزمنة ومنها داء السكري على نطاق عالمي وفي مجتمعنا.
عندما يصاب الشخص بالسكري فقد يكون بإحدى طريقتين، إما الجسم غير قادر على إفراز الأنسولين (النوع الأول من داء السكري) أو إنه غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال ( النوع الثاني من داء السكري). وفي كلتا الحالتين لا يستطيع المصاب بالسكري أن يستهلك سكر الجلوكوز بنفس الطريقة التي يستهلكها الأشخاص غير المصابين به. وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الجلوكوز في الدم وتعرف هذه الحالة بارتفاع سكر الدم، ولهذا الارتفاع آثار جانبية حيث يؤدي إلى المضاعفات الحادة والمزمنة وان عدم السيطرة على ارتفاع سكر الدم قد يؤثر سلباً في حياة المصاب به .و من أعراض هذا المرض، كثرة التبول، العطش وجفاف الفم، التعب الشديد وفقدان الطاقة، الجوع، نقص الوزن المفاجئ ، عدم وضوح الرؤيا (تشوش النظر)، التهابات متكررة…
ومن أهم الأغذية لصحة مريض السكري، تناول الحبوب الكاملة غير المنزوعة القشرة والمدعمة بالنخالة والألياف، إستخدام الدهن النباتي غير المشبع وبنسب قليلة مثل زيت دوار الشمس وزيت الزيتون و يفضل تناول الحليب ومنتجاته قليلة الدسم. على مريض السكري أن يقلل من اللحوم الكاملة الدسم وأن يتناول الأسماك بالدرجة الأولى ثم يليها بعد ذالك الدجاج . يجب الإكثار من تناول الخضار والفواكه لغناها بالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية، عدم تناول المشروبات الغازية والعصائر المضاف إليها السكر واستبدلها بالدايت وقليلة السعرات والعصائر الطبيعية غير المحلاة ومن ثم استبدال السكر العادي بسكر الفواكه أو السكر القليل السعرات الحرارية والتقليل من تناول الملح والامتناع عن تناول الأطعمة الدسمة وعدم الإفراط فى تناول الأكل. وقد أثبتت الدراسات أن المأكولات الغنية بالمواد المضادة للأكسدة تضطلع بدور مفيد في علاج مرض السكري كالفاكهة التي تحتوي على النارنجينين مثل الليمون والحامض والغريب فروت الذي يساعد على زيادة حساسية الجسم للانسولين. وإضافة إلى ذلك، فإن الخل، القرفة، البطاطا الحلوة، بذور القرع ، العدس والمكسرات النيئة تساهم أيضاً في تخفيض معدل السكر في الدم.
هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة من أن مريض السكري يجب أن يمنع نفسه من أغذية كثيرة مثل النشويات كالرز والبطاطا…ولكن بالعكس تغذية مرض السكري تتفق تماماً مع التغذية الصحية ويجب تناول هذه المأكولات باعتدال ومعرفة اختيار النوعية الصحيحة كالرز الأسمر، المعكرونة السمراء، البرغل، الخبز الأسمر أو الخبز الغني بالألياف.
يحتاج المصاب بالسكر إلى نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على السعرات الحرارية المطلوبة ونسب مكونات الغذاء من البروتينات والدهون والنشويات كما يجب أن يحتوي طعامه على كميات جيدة من الألياف والفيتامينات والعناصر الضرورية الأخرى لذلك ينصح باستشارت اختصاصية التغذية من أجل تفادي المرض وعدم زيادة سوء حالة مريض السكري مساعدته على معرفة اختيار المأكولات المناسبة له من أجل صحة أفضل.
وأخيراً، على المصاب بداء السكري أن يعلم أهمية ممارسة الرياضة وإيجاد نظام بدني متوازن بصورة منتظمة والتعود يومياً على المشي .
اختصاصية تغذية وصاحبة “دايت سنتر”