
اختتمت محادثات بين ممثلين للحكومة السورية وبعض أعضاء المعارضة في موسكو دون مؤشر على إحراز تقدم يذكر. ولم يشارك في هذه المفاوضات الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب.
انتهت اليوم الجمعة (10 ابريل/ نيسان 2015) الجولة الثانية من المفاوضات بين وفد حكومي سوري وجزء من المعارضة في موسكو من دون أن تسفر عن أي نتائج ملموسة، مثل ما حصل خلال الجولة الأولى في كانون الثاني/ يناير. ولم يتفق المفاوضون سوى على تبني “وثيقة عمل” من نقاط عدة تعيد طرح المبادئ الأساسية التي جرى التوافق عليها خلال لقاء موسكو في كانون الثاني/ يناير الماضي.
واتفق المعارضون وممثلو الحكومة وقتها على مبادئ عامة من بينها “احترام وحدة وسيادة سوريا” و”مكافحة الإرهاب الدولي” و”حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية وفقا لبيان مؤتمر جنيف في 30 حزيران/يونيو 2013″، ورفض أي تدخل خارجي ورفع العقوبات عن سوريا. وشرح المعارض سمير العيطة أحد المشاركين في المفاوضات، لوكالة “فرانس برس” أنه “لم نوقع أي وثيقة ذات أبعاد سياسية. لم نتوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف”. وتابع رئيس جمعية الديمقراطية والتعاون في سوريا أن “النظام السوري أطاح بفرصة للتوصل إلى حل سياسي”.
من جهته قال قدري جميل، نائب رئيس الحكومة السابق الذي أقيل من منصبه في العام 2013، “لم نتخيل أن يوصل هذا المؤتمر إلى حلول لكافة المشاكل، ولكنهم استمعوا لنا حول مجموعة من المسائل”. وبعد الإخفاق في اجتماع موسكو 1 في كانون الثاني/ يناير، بدت آمال التوصل إلى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم ثلاثين معارضا بتمثيل محدود جدا، والذين اختارت دمشق العديد منهم.
وأفشل النظام جهودا بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة ابرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، من أمثال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين. وبرغم الدعوة الروسية، أعلن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسية للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.
قتال عنيف في مخيم اليرموك وأنباء عن تراجع “داعش”
ذكر نشطاء أن قتالاً عنيفاً اندلع الجمعة (العاشر من نيسان/ أبريل 2015) في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة دمشق. وقال خالد عبد المجيد، أمين سر تحالف القوى الفلسطينية التي تقاتل المتشددين، إن القتال يندلع منذ الساعات الأولى من الصباح على حافة المخيم القريب من منطقة الحجر الأسود، حيث توجد بالفعل قواعد لتنظيم “داعش”. وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية إن قواتهم الآن وصلت إلى مركز المخيم بعد حصر إرهابيي التنظيم في 35 في المائة فقط من المخيم.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قصفت مخيم اليرموك بالمدفعية دون ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية.وخضع مخيم اليرموك لحصار فرضته الحكومة السورية منذ عام 2013، عندما تمكنت قوات المعارضة من تثبيت موطئ قدم لها في المخيم، الذي يعد موقعاً استراتيجياً لكونه على الطرف الجنوبي للعاصمة دمشق.
وكان وصول المساعدات الإنسانية للمخيم محدوداً للغاية، حتى تم السماح أخيراً للصليب الأحمر بدخوله في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ومنذ أكثر من أسبوع الآن، يشهد المخيم – وهو أكبر مخيم للاجئين في سوريا – إطلاق نار من القوات الحكومية وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف فوري للقتال في مخيم اللاجئين، قائلاً إنه في طريقه “إلى أن يشبه مخيماً للموت”.