خفض البنك المركزي الصيني مرة أخرى قيمة العملة الوطنية، اليوان، بعد يوم من انخفاض قياسي بلغ 1.9 في المئة الثلاثاء.
وكانت هذه الخطوة صدمة جديدة للأسواق الآسيوية، لكن البنك المركزي يسعى لتهدئة المخاوف، قائلا إنها ليست بداية تخفيض دائم.
ويعد هذا أكبر انخفاض خلال يومين لسعر صرف اليوان مقابل الدولار منذ أكثر من عقدين من الزمان.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن هذا الانخفاض يساعد في تعزيز الصادرات المتعثرة.
وأظهرت الأرقام الصادرة في عطلة نهاية الأسبوع أن الصادرات الصينية تراجعت بأكثر من 8 في المئة في يوليه/تموز، مما يزيد المخاوف من أن يكون ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتجه نحو التباطؤ.
وكانت هناك علامات أخرى على الضعف الأربعاء، إذ أظهرت الأرقام ارتفاع الإنتاج الصناعي في يوليه بنسبة 6 في المئة عن العام السابق. وكان هذا الارتفاع أقل من المتوقع، وأقل من الارتفاع الذي شهده القطاع في يونيه/حزيران الماضي الذي بلغ 6.8 في المئة.
وارتفعت استثمارات الأصول الثابتة، وهو مقياس للإنفاق الحكومي على البنية التحتية، بنسبة 11.2 في المئة خلال النصف الأول من العام، وهو ما كان أقل من المتوقع، بل أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول من عام 2000.
ومع ذلك، أثار تخفيض قيمة اليوان المخاوف من “حرب عملات” عالمية. وقوبلت هذه الخطوة بانتقادات من جانب الولايات المتحدة، التي انخفضت الأسواق فيها بشكل حاد الليلة الماضية.
لمرة واحدة؟
وخفض بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) الأربعاء متوسط السعر الرسمي إلى 6.3306 يوان للدولار بانخفاض 1.6 في المئة.
وتتحكم الصين في سعر صرف اليوان من خلال متوسط السعر الرسمي الذي يمكن أن يتحرك بنسبة اثنين في المئة يوميا.
تفرض الصين قيودا صارمة على قيمة اليوان منذ فترة طويلة
وحتى الثلاثاء، كان البنك المركزي وحده هو من يحدد سعر الصرف، لكن متوسط سعر الصرف سيعتمد الآن على تطورات السوق العالمية في الليلة السابقة، وقيمة العملة في تداولات اليوم السابق.
ويسعى البنك، الذي كان قد وصف تخفيض قيمة العملبة بنسبة 1.9 في المئة بأنها تعديل “لمرة واحدة”، إلى طمأنة الأسواق المالية الأربعاء.
وأصدر البنك بيانا قال فيه: “بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الدولي والمحلي، لا يوجد حاليا أساس للاتجاه نحو تخفيض دائم لقيمة اليوان”.
دعم صندوق النقد الدولي
وقال صندوق النقد الدولي إن التحرك الذي يهدف لأن يكون سعر الصرف أكثر توجها نحو السوق “يبدو أنه خطوة موضع ترحيب”.
وقال الصندوق في بيان: “زيادة مرونة سعر الصرف يعد شيئا مهما للصين في إطار مساعيها لمنح قوى السوق دورا حاسما في الاقتصاد والاندماج بسرعة في الأسواق المالية العالمية”.
وأضاف: “نعتقد أن الصين قادرة، ويجب عليها، تحقيق نظام لتعويم سعر الصرف بشكل فعال في غضون فترة تمتد من عامين إلى ثلاثة أعوام”.
ومع ذلك، قال الصندوق إن هذا القرار لن يؤثر على اعتباراته فيما يتعلق بسعي بكين لإدراج اليوان إلى سلة “حقوق السحب الخاصة” لصندوق النقد الدولي، وهي العملات التي تستخدمها الدول الأعضاء في الصندوق في المدفوعات فيما بينها، أو في التعامل بينها وبين الصندوق.
وتضغط الصين منذ فترة طويلة لإدراج اليوان ضمن هذا السلة إلى جانب الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني.