نفت مستشارة الرئيس بشار الاسد للشؤون الاعلامية بثينة شعبان تصريحات نسبت اليها على صفحة باسمها في موقع فايسبوك، انتقدت فيها وسائل “اعلام صديقة” بثت مقابلات وتقارير تشير الى دور رئيسي لدول واحزاب في “صمود” النظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اكثر من ثلاثة اعوام، وكشفت ان وزارة الاعلام السورية “اتخذت بعض الاجراءات” في حق هذه الوسائل. ويأتي ذلك بعد ايام من تلميح صحيفة لبنانية مقربة من “حزب الله” الى اجراءات في حق محطتي “المنار” التابعة للحزب و”الميادين” المقربة منه، شملت منعهما من البث المباشر من سورية.
وقالت شعبان في تصريح الى قناة الميادين “ليس لدي أي صفحة على فايسبوك، والهدف هو خلق بلبلة في العلاقة، والذي أنشأ الصفحة على فايسبوك هو غير أخلاقي، وأنشأها بسوء نية”. واضافت: “الميادين والمنار وحزب الله ولبنان في جبهة المقاومة وما نسب إلي على فايسبوك لا يمكن أن يصدر عن أي مواطن سوري، نحن نواجه أعداء سوريا الذين يخدمون الصهيونية”.
واللافت ان صفحة جديدة فُتحت على موقع فايسبوك منذ حوالي 21 ساعة، وقدمت على أنها “الصفحة الرسمية الوحيدة” لشعبان، لكنها احتوت على جميع التصريحات والتعليقات الموجودة على الصفحة الأولى منذ عشرين ساعة الى الآن، باستثناء الفقرة المتعلقة بوسائل الاعلام “الصديقة” (والتي كانت تُشرت من 22 ساعة).
نفي شعبان جاء بعدما نقل موقع “الحياة” ما ورد على الحساب الخاص المنسوب الى شعبان على “فايسبوك” وجاء فيه ان “بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعاً ما بأن سورية ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سورية صمدت بشعبها الذي قدم الى الان اكثر من ربع مليون شهيد”.
وأضاف التصريح المنسوب اليها ان “وزارة الإعلام في الدولة السورية اتخذت بعض الإجراءات المبنية على توجهات الدولة التي أسست العلاقات بين سورية وغيرها على أساس الاحترام المتبادل”. وتابعت شعبان ان موقف الدولة السورية “كان وما يزال ثابتا، لن نركع لأي ضغوط وسنمضي في طريق القضاء على الارهاب. واذا علمنا أن في تحالفنا مع أي دولة وأي حزب مصلحة لسورية فسنفعل. علاقتنا مع حزب الله متجذرة وعلاقتنا مع ايران كذلك وعلاقتنا مع روسيا صداقة ومصالح مشتركة. لكن عندما تتباين المصالح سنمضي في طريق مصلحة شعبنا ولن نكون تابعين لأي احد”.
وكانت مواقع اخبارية الكترونية نسبت امس الى “مصادر مطلعة في بيروت” قولها ان “قناة الميادين اتخذت قراراً صامتاً بتقليص تغطيتها الاخبارية في سورية بعد قرار سلطات دمشق وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا باذن رسمي”. واضافت ان القرار شمل ايضا قناة “المنار”.
وكانت “المنار” استضافت قبل ايام وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الذي قال: “اننا نحترم قناة المنار لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة الميادين لانها قناة قومية، ولكن المسألة تنظيمية بحتة”.
يذكر ان صحيفة “الاخبار” القريبة من “حزب الله” نشرت في 4 نيسان (أبريل) الجاري افتتاحية جاء فيها: “ما يكسر الظهر، هو ما حصل قبل ايام، عندما قرر احد ما، معلوم الاسم والاقامة والموقع، ان الادارة الاعلامية للمعركة في وجه العصابات المسلحة، لا تكون إلا كما يرى هو، وان كل محاولة لتظهير المعركة بغير ما يطابق صورة الاعلام الرسمي، سيجري التعامل معها على اساس انها اعتداء على السيادة في سورية. وما لبث القرار ان تُرجم اقصاء لوسائل اعلامية من بينها “الميادين” و”المنار” تقود من مواقع متواضعة مادياً وتقنياً، اقسى معركة مع طواحين امبراطوريات الاعلام المعادي لسورية، ونجحت في تحطيم كذبة اعلام القتلة ومموليهم. لكن يبدو ان في دمشق، وفي موقع القرار، من لديه رأي آخر. وهو طبعاً حرّ في رأيه