بدء فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية

بدأت عمليات الفرز الأولية لأوراق الاقتراع في انتخابات مجلس النواب العراقي بعد توقف عملية الاقتراع في السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

وستنقل صناديق الاقتراع بعد ذلك، تحت الحراسة المشددة، إلى مناطق مركزية حيث ستتم عمليات الفرز والتدقيق.

ويقول مراسل بي بي سي في بغداد، ناهد أبو زيد، إنه بالرغم من الرفع الجزئي للحظر على سير المركبات، فمازالت الحركة بطيئة والشوارع خالية، والقوات الأمنية تدقق في كل السيارات حتى السيارات التي سمحت لها المفوضية بالحركة.

وأعلنت إدارة الطيران المدني فتح الأجواء العراقية أمام حركة الطيران بعد توقف التصويت، بحسب قناة العراقية شبه الرسمية.

وقد جرت عملية التصويت وسط إجراءات أمنية مشددة، ووقوع أعمال عنف في مناطق مختلفة.

وقد بلغ عدد ضحايا أعمال العنف المصاحبة للانتخابات الأربعاء، في كل من ديالى، وكركوك، وصلاح الدين، 8 قتلى و19 جريحا، من بينهم خمسة من أفراد الجيش.

ويسعى رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، إلى الفوز بفترة ثالثة في منصبه، في وقت جرت فيه الحملة الانتخابية مع ارتفاع موجات العنف.

ويقول مراسل لبي بي سي في بغداد إن الشوارع خالية، والأجواء تتسم بالانفعال والخوف.

ولن يجري الاقتراع في بعض أجزاء البلاد التي يسيطر عليها العراقيون السنة في الأنبار، بسبب التمرد المتنامي الذي يقوده مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة.

وقد تحدى العراقيون موجة الهجمات التي شنها المتشددون الأربعاء وتوافدوا على مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة، مع إعلان نوري المالكي، خلال الإدلاء بصوته، عن توقعه “الفوز”.

واحتشدت طوابير المقترعين منذ الصباح الباكر، إذ بدأ التصويت في السابعة صباحا وفرض حظر على تجول السيارات في شوارع بغداد.

وسيختار الناخبون 328 نائبا من بين 9012 مرشحا، لشغل مقاعد البرلمان، في انتخابات تمثل استفتاء على المالكي الذي يحكم البلاد منذ ثماني سنوات.

ويحق 22 مليون عراقي التصويت، مع فتح نحو 50 ألف لجنة اقتراع أبوابها للناخبين في مختلف ارجاء البلاد.

وكان المالكي من أوائل من أدلوا بأصواتهم في فندق بجوار المنطقة الخضراء الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة حيث يوجد مقر الحكومة.

وحث الناس على أن يحذو حذوه على الرغم من التهديد الأمني.

وأشار المالكي إلى أن شكل الحكومة المقبلة سيعتمد على نتائج هذه الانتخابات وأن لا تكون الحكومة المقبلة استنساخا للحكومة السابقة.

ويواجه اقتصاد البلاد صعوبات، كما توجه للمالكي انتقادات بأنه يعمق الانقسامات الطائفية ويحاول تعزيز سلطته.

انفجارات

وأفاد مصدر أمني في شرطة كركوك بمقتل امرأتين من عائلة واحدة في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق أثناء توجه العائلة المكونة من خمسة أفراد إلى أحد المراكز الانتخابية في قضاء الدبس غرب كركوك.

وأدى هذا إلى عزوف عدد من الناخبين عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع التي أصبحت شبه خاوية عقب تفجيرات اليوم.

وفي قضاء بيجي شمال تكريت في محافظة صلاح الدين، حاول انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، بحسب مصدر أمني، “اقتحام مركز انتخابي في الحي العسكري في القضاء فقام شرطي بالإمساك به لمنعه من اقتحام المركز ففجر حزامه الناسف، مما أسفر عن مقتله هو والشرطي وشخص آخر بالقرب منهما، وإصابة تسعة أشخاص آخرين بجروح”.

كما أفاد مصدر امني في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى بمقتل أربعة أشخاص وإصابة خمسة آخرين في انفجار عبوة ناسفة زرعت قرب مركز انتخابي في قضاء المقدادية شرق المدينة صباح الأربعاء.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معان إن رجال الأمن تمكنوا من إجهاض تفجير انتحاري في مدينة الموصل الشمالية.

وأضاف معان: “تمكن جنودنا من مطاردة الانتحاري وقتله دون وقوع أي ضحايا.”

وذكرت قناة العراقية شبه الرسمية أن “حظر التجوال رفع في النجف وكربلاء وميسان والديوانية جنوب العراق”.

انتشار أمني

وتجرى الانتخابات وسط تصاعد أعمال العنف ذات الطابع الطائفي في البلاد التي تشهد أسوأ اعمال عنف منذ عام 2008، حيث قتل 160 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي فقط.

ويقول كيفين كونولي مراسل بي بي سي في بغداد إن هناك وجودا امنيا مكثفا في العاصمة بغداد،و إن الطائرات العسكرية تحلق في سماء المدينة.

وكان 24 شخصا قد قتلوا وجرح 42 آخرون في هجمات متفرقة وقعت في البلاد الثلاثاء.

وكانت مراكز الاقتراع في العراق قد استقبلت الثلاثاء العاملين بقوات الأمن وقطاع الصحة للإدلاء بأصواتهم.

وقتل جندي وأصيب اثنان آخران في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مركزا انتخابيا في قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، وفقا لما ذكره مصدر أمني.

وأصيب ستة صحفيين جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في منطقة الحي العربي شمال الموصل، وذلك أثناء مرور حافلة كانوا على متنها.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 8500 شخص قتلوا خلال عام 2013، كما تشير تقديرات إلى مقتل المئات منذ بداية العام الحالي.

وربما لا يتمكن الناخبون من المشاركة في عملية الاقتراع ببعض المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة.

+ -
.