انهارت الهدنة الانسانية بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية “حماس” في غزة وكان من المقرر ان تستمر 72 ساعة بينما تواصل اسرائيل البحث عن ضابط اختفى.
ويتهم الجيش الاسرائيلي “حماس” “باختطاف الضابط هدار غولدن” بينما اكدت حماس انه لاعلم لها بموقع الضابط الاسرائيلي أو ظروف اختفاءه مؤكدة انها فقدت الاتصال بمجموعة من “مجاهديها” تزامنا مع هجوم اسرائيلي جنوب القطاع.
جاء هذا التأكيد من خلال بيان لحماس بثته قناة الاقصى التليفزيونية التابعة لها.
من جانبه طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما “المسلحين الفلسطينيين” باطلاق سراح الضابط هدارغولدن والعودة الى الهدنة.
وقال اوباما إنه “يدين دون قيد” اسر المسلحين الفلسطينيين الجندي الاسرائيلي بعيد وقت قليل من بدء الهدنة.
كما دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، كلا من قطر وتركيا إلى استخدام نفوذهما للإفراج عن الضابط الإسرائيلي.
وأفاد مراسل بي بي سي أن الجيش الإسرائيلي أبلغ سكان منطقة رفح جنوب القطاع بضرورة عدم مغادرة منازلهم محذرا إياهم من خلال رسائل هاتفية مسجلة من استخدام اي وسيلة نقل فيما بدا انه فرض لحظر التجوال على سكان جنوب القطاع كأمر واقع.
وأضاف مراسلنا أن مستشفى محمد يوسف النجار وهو المستشفى الحكومي الوحيد في رفح قد أخلي تماما ونقلت الحالات المصابة إلى المستشفى الكويتي الصغير مؤكدا ان زيادة أعداد القتلى دفعت الى حفظ الجثث في ثلاجات الخضروات.
بيان مصري
في هذه الاثناء أصدرت الخارجية المصرية بيانا تدين فيه “استمرار استهداف اسرائيل للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة وآخرها مقتل العشرات جراء القصف الاسرائيلي علي منطقة رفح الفلسطينية”.
وجددت مصر مطالبة الجانب الإسرائيلي بضرورة ضبط النفس والتوقف الكامل والفوري عن استهداف المدنيين والاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة.
وأضاف البيان أن دعوة القاهرة لإستضافة المفاوضات بين فلسطينيين وإسرائيليين ما تزال قائمة ومطالبا “الأطراف المعنية” بضرورة الالتزام الكامل بشروط التهدئة الإنسانية التي أعلن ممثل الأمم المتحدة قبول الطرفين لها في وقت سابق.
ارتفاع اعداد الضحايا
وقال الجيش الاسرائيلي إن هدار غولدن اختفي عندما تعرضت وحدته العسكرية لهجوم اثناء محاولة لتدمير احد الانفاق التى يستخدمها مسلحون في غزة.
وأضاف أن “اثنين من جنوده قتلوا،عندما تعرضوا لهجوم انتحاري، وهم يدمرون أنفاقا”.
على الجانب الاخر ارتفع عدد القتلى في الغارات الاسرائيلية على مدن القطاع بعد اختفاء غولدن الى 150 شخصا حسب وزارة الصحة في غزة.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة الى أكثر من 1607 اشخاص اغلبهم من المدنيين.
بينما تعدى عدد المصابين 8400 شخص اخر.
وأصدر والد غولدن بيانا أكد فيه ثقته في أن الجيش الاسرائيلي سيفعل كل ما يمكن لاستعادة ابنه.
يذكر ان حماس تمكنت عام 2006 من “اسر” جلعاد شاليط وتم اطلاق سراحه في صفقة سياسية عام 2011.
في هذه الاثناء وصل عدد الجنود الاسرائيليين القتلى خلال المعارك الاخيرة الى 61 جنديا بالاضافة 3 مدنيين.
اتهامات
وجاء انهيار الهدنة التى بدأت يوم الجمعة بعدما تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرقها بعد ساعتين من سريانها.
وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، إن “الإسرائيليين هم من بدأوا بخرق الهدنة، وأن المقاومة الفلسطينية كانت في حالة الدفاع عن النفس”.
وتم التوصل للهدنة بوساطة أمريكية وأممية، من أجل وقف العنف على المدنيين، وجاء ذلك بعد انسداد واجهته المساعي الدبلوماسية.
وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري لبي بي سي بأن “مصر مستعدة لاستقبال الوفود الإسرائيلية والفلسطينية وأنها لم ترجئ أو تعتذر عن استقبالها، ولكن الأحداث المتجددة في غزة ألقت بظلالها وستؤدي إلى تأخر بدء التفاوض لحين التزام الطرفين بالتهدئة”.