بنو معروف بين العواطف والمواقف

بقلم: الشيخ فائد زهر الدين
في الحقيقة، إن الظروف القاهرة التي ألمّت بأبناء الطائفة التوحيدية من بني معروف قد أثقلت كاهلهم وهزت أركانهم على جميع الأصعدة الانسانية، الاقتصادية منها والاجتماعية، وهذا كله بسبب التغيرات الجيوسياسية التي حصلت مؤخرا وأدت الى زعزعة الأوضاع وقلبها رأسا على عقب.

إعلان

إعلان

إعلان

من المعروف أن أبناء الطائفة المعروفية، كغيرهم من باقي الأقليات والمكونات في أوطانهم، يملكون حس الانتماء لأبناء جلدتهم، بحيث يعبّرون عن عواطفهم الجياشة أثناء لقاء الأحبة والأهل بطرق ملفتة للنظر، وفي بعض الأحيان تُبدي للأخرين الاحساس بالشفقة لشدة المؤثرات النفسية والتفاعل العاطفي، نظرا للفراق الشديد والاثر العميق الذي يخلفه هذا الفراق. وهل هناك أصعب من فراق الأهل لزمن طويل؟ فعندما يلتقي الأخ بأخيه والوالد بابنه والأم بوحيدها، تحدث أمور محزنة تتقطع لها القلوب وتهتز لها المشاعر، وهذا ماحصل أيها الأخوة والأخوات عندما غلبت العاطفة رزانة العقل، وحصل ماحصل بمعزل عن صواب الرأي وضرورة التقيّد بالقيم والمبادىء الوطنية، حول مايجوز ولا يجوز. علما أن بني معروف قوم كرام مشهود لهم بالوطنية والاخلاص للأوطان منذ فجر التاريخ. فهم من بذل الغالي والنفيس في سبيل نيل الاستقلال من المستعمر، وهم من عُرفوا بالذود عن الأوطان في كل مكان وزمان، وهم يتربعون على عرش الكرامة والسؤدد ولايعرفون للخيانة طريق، حتى ولو أقدمت بعض الفئات المارقة على محاولة النيل من كرامتهم وأريحيتهم، بسبب ماحدث مؤخرا من تجاوزات لا ارادية صدرت عن البعض. وقد شرحت لحضراتكم أسبابها باسهاب، الا أن ذلك لا يمكن أن ينقص من مكانتهم، وللضرورة أحكام يصفح عنها التاريخ بعد التمحيص والفراسة في أسباب حدوثها. ومن تسوّل له نفسه الايقاع ببني معروف فليقلّب صفحات التاريخ ويرى كيف تعامل بنو معروف مع كل من طغى وبغى وحاول النيل من عزتهم. وأحداث الماضي المشرّفة، عندما ثار بنو معروف على بني عثمان وعلى الفرنسيين وعلى غيرهم في اقليم البلاّن والجولان، عندما عبّروا، وبحق عن وطنيتهم الخالصة التي لاغبار عليها وعن صيانتهم للأرض والعرض والدين والكرامة. وبهذا يكونوا قد ضربوا أمثالا في الشهامة الخالصة وقطعو الطريق على المارقين ممن تسوّل لهم أنفسهم النيل من مكانتهم الاجتماعية والوطنية .
ودمتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.