بوتين وأوباما يؤكدان عزمهما تعزيز وقف النار في سورية

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في مشاورات هاتفية الإثنين، تأكيد عزمهما تعزيز وقف إطلاق النار في سورية، وفق ما أعلن الكرملين.

وقال الكرملين في بيان إن «الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سورية، وأكدا خصوصاً عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في هذا البلد والناجم عن مبادرة روسية أميركية، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية».

وأضاف الكرملين أن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة «المعتدلة» بنفسها من متطرفي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة»، ودعا إلى إغلاق الحدود بين سورية وتركيا من حيث «يستمر تزويد المتطرفين بالأسلحة».

وقال الكرملين إن بوتين وأوباما شددا على «أهمية» مفاوضات جنيف واتفقا على زيادة التعاون بين أجهزتهما الأمنية ووزارتي دفاعهما حول سورية. وأضاف: «لتحقيق هذه الغاية سيتم بحث تدابير إضافية للتحرك بسرعة في مواجهة أي خروقات لوقف إطلاق النار».

وأعلن الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم، أن وفد المعارضة السورية أرجأ «مشاركته الرسمية» في مفاوضات السلام احتجاجاً على تصاعد العنف، لكنه سيبقى في جنيف وقد يواصل المحادثات غير الرسمية مع الوسطاء.

ولفت الكرملين إلى أن أوباما شكر لبوتين مساعدة روسيا في الإفراج عن الأميركي كيفن دوز الذي كان محتجزاً في سورية.

وكان الشاب البالغ الـ 33 من العمر والذي قال «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (أف بي آي) إنه مصور مستقل، خطف في العام 2012 بعد عبوره الحدود من تركيا. وقالت موسكو إن نظام الأسد احتجزه «لدخوله سورية بصورة غير شرعية».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى في وقت سابق اليوم، تقارير إعلامية بأن موسكو وواشنطن تجريان مفاوضات سرية في شأن سورية خارج إطار المفاوضات السورية الحالية في جنيف.

وأضاف في إفادة صحافية: «ليست هناك محادثات سرية جارية بين روسيا والولايات المتحدة»، وتابع أن «محاولات إعلان أن هناك قناة اتصال سرية وأنه من خلال هذه القناة تعهد شخص ما بتقرير مصير بشار الأسد متجاوزاً إطار المفاوضات السورية، ليست سوى كذبة».

وقال: «أعتقد أنها محاولة لتعطيل تنفيذ قرار مجلس الأمن».

من جهة ثانية، دان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري  من جنيف، «العمل الاستفزازي» الذي قامت به إسرائيل بعقد اجتماع حكومي في الجولان السوري المحتل.

وبعد لقائه موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قال الجعفري الذي يرأس وفد النظام إلى المفاوضات مع المعارضة: «خصصنا وقتاً كافياً بداية الجلسة للحديث عن العمل الاستفزازي غير المسؤول الذي أقدم عليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدعوة حكومته للاجتماع في الجولان المحتل».

وأشار إلى أن حكومته وجهت «رسالتين عاجلتين إلى مجلس الأمن والأمين العام طلبت فيهما التدخل فوراً لإدانة عقد هذا الاجتماع والمطالبة بعدم تكراره».

وعقدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو أمس، اجتماعها الأسبوعي للمرة الأولى في هضبة الجولان منذ احتلالها في العام 1967. وأعلن نتانياهو خلال الاجتماع أن «هضبة الجولان ستبقى في أيدي إسرائيل إلى الأبد»، و«لن تنسحب أبداً» منها.

واحتلت إسرائيل جزءاً من الجولان خلال حرب العام 1967 ثم أعلنت ضم هذا الشطر إليها في العام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقال الجعفري إنه نقل لدي ميستورا حق سورية باستعادة الجولان «بالوسائل القانونية كافة التي يضمنها لنا ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المادة 51 التي تتحدث عن حق الدفاع عن النفس».

وشدد على أن «هذا السلوك الاستفزازي» إنما «يؤكد بما لا يقبل أي مجال للشك تعاون إسرائيل مع إرهاب جبهة النصرة وداعش المنتشر في خط الفصل في الجولان السوي المحتل، والذي احتل مواقع مهمة لقوات أندوف التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في الجولان».

من جهة أخرى، وصف الجعفري الجلسة مع دي ميستورا بأنها «مفيدة» وتم التطرق خلالها إلى «أفكار جديدة»، لافتاً إلى تسليم دي ميستورا «ورقة سورية وطنية تتضمن تعديلاتنا وملاحظاتنا» على الورقة التي كان الموفد الخاص سلمها إلى الوفود في ختام الجلولة الماضية.

وأضاف: «ننتظر منه أن يعود إلينا بردود أفعال المعارضات الأخرى بعد أن يسبر رأيها في شأن هذه الورقة».

+ -
.