بيان عاجل من الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية والقيادات الدرزية على اختلافها

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان عاجل

وقوفًا عند آخر التّطوّرات فيما يتعلّق بالتّدهور الّذي تشهده القرى والبلدات المعروفيّة في الأسابيع الأخيرة والإعلان عن بعضها كقرى حمراء، وفي أعقاب الارتفاع المقلق في عدد الإصابات بوباء الكورونا المقيت، عُقد في مقام النّبيّ الخضر عليه السّلام، مساء الأربعاء الموافق 9.9.2020 اجتماع رسميّ طارئ، شارك فيه الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة ورئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى فضيلة الشّيخ أبو حسن موفّق طريف، أعضاء الهيئة الدّينيّة، سيّاس الخلوات، المأذونون، نائب رئيس الكنيست حمد عمّار، رئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة جبر حمّود، قائم مقام لواء الشّمال في وزارة الدّاخليّة السّيّد بوعاز يوسف، رؤساء المجالس المحلّيّة، مدير مستشفى صفد البروفيسور سلمان زرقا، ممثّلون عن وزارة الدّاخليّة والشّرطة والوزارات المختصّة، وناشطون اجتماعيّون.

خلال الاجتماع، وبعد الاطّلاع على معطيات انتشار الوباء في الوسط الدّرزيّ الصّادرة عن وزارة الصّحّة، ودراسة التّحدّيات الّتي تواجهها الطّائفة والمجالس المحلّيّة في مكافحة هذا الوباء والحدّ من تزايد المصابين، تبيّن من المعطيات والتّحقيقات الرّسميّة أنّ الأعراس والحفلات المتعلّقة بها هي المسبّب الرّئيسيّ للانتشار السّريع والمخيف الّذي تشهده القرى والبلدات الدّرزيّة في الآونة الأخيرة، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من ألف وخمسمائة مصاب، بما يشمل العشرات من الرّجال والنّساء الّذين يتلقّون العلاج في المستشفيات بظروفٍ استثنائيّة وبوضعٍ صحّيّ صعب. هذا، إضافةً إلى أكثر من عشر حالات وفاة خلال الأسبوعين الأخيرين جرّاء الإصابة بالعدوى.

بناءً على ذلك وبعد عقد المشاورات، تمّ الإقرار على إصدار التّوجيهات التّالية:

لقد ذُكر وشُّدّد مرارًا منذ انتشار الوباء، أنّه من غير المعقول والمقبول الاستمرار في متابعة الأعراس والحفلات، وسط تجاهل الأوضاع الصّحيّة الحرجة الّتي تشهدها البلاد، وتعريض المشاركين وأبناء بيوتهم لخطر الإصابة بهذا الدّاء المقيت.

لا بدّ من التّشديد والتأكيد لكلّ من يصله هذا البيان ويتجاهل ما نُصّ فيه، أنّه يعرّض ذمّته وفرحَهُ لسخط الله تبارك وتعالى، إذ لا يُعقل أن تكون أفراح قومٍ مصائبَ قومٍ آخرين.

لا يُعقل أن نلتزم كمجتمع بتعليق الصّلوات في الخلوات أيّام العشر المبارك وعلى مدار شهور، إلى جانب إيقاف التّعليم في المدارس وإلغاء كافّة الاجتماعات والنّشاطات الطّائفيّة والزّيارات الرّسميّة، ولا نستطيع الالتزام بإيقاف التّجمّعات والتّجمهرات في الأعراس، وكأنّ شيئًا لم يكن!

عليه ومن منطلق المسؤوليّة والواجب الدّينيّ والاجتماعيّ، نطالب جميع العائلات الّتي قرّرت تاريخًا للأعراس خلال هذه الفترة، بإرجاء وتأجيل الأفراح إلى موعدٍ آخر، حفاظًا على صحّة العائلات والمشاركين وسلامة الزّائرين. في حالة تعذّر تأجيل العرس، نطالب ونناشد بالاكتفاء بإقامة مراسيمه بحضور العائلة المصغّرة فقط، دون إطلاق الدّعوات والعزومات على مستورى القرية أو خارجها.

فيما يتعلّق بمراسم الجنازات، يُطلب التّقيّد أكثر بالتّعليمات والتّوجيهات وخاصّةً خلال تشييع الجنازة، والالتزام بعدم التّجمهر والمكوث في بيوت الشّعب أثناء تقديم واجب العزاء.

أهلنا الأكارم، نعود ونناشدكم جميعًا بأخذ هذه التّطوّرات على محمل الجدّ، وذلك عبر التّقيّد المطلق بالتّعليمات والبيانات الصّادرة عن وزارة الصّحّة والجهات المختصّة، لتكونوا عونًا في التّصدّي لهذا الدّاء المستشري الخطير، حفاظًا على سلامتكم، سلامة عائلاتكم، وعلى السّلامة العامّة.

في ليلة الزّيارة السّنويّة لمقام النّبي سبلان عليه السّلام، نتضرّع إلى الله تبارك وتعالى أن تزول هذه الأزمة في أسرع وقت، لتعود الحياةُ إلى طبيعتها وسابق عهدها عمّا قريب.

الأربعاء 9.9.2020

مقام النّبي الخضر عليه السّلام – كفر ياسيف

+ -
.