
تشير معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن موسم الإنفلونزا هذا العام بدأ أبكر من المعتاد، ترافقه موجة إصابات تتجاوز الحدود الوبائية، ما يعني أن الفيروس ينتشر بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً. الجهات المختصة تحذر من أن الأسابيع القادمة قد تشهد ارتفاعاً أسبوعياً متواصلًا في عدد المرضى، داعيةً الجمهور إلى عدم الانتظار والمبادرة بالتطعيم في أقرب وقت.
وخلافاً لما يظنه الكثيرون، فإن الإنفلونزا ليست مجرد زكام عابر. فهي مرض فيروسي يمكن أن يتحول إلى حالة خطيرة، بل وحتى مهددة للحياة، خصوصاً لدى كبار السن، المصابين بأمراض مزمنة، والأطفال الصغار. وتشمل مضاعفاتها التهاب الرئتين، تفاقم مشاكل صحية مثل ضعف القلب والربو والسكري، إضافة إلى التهابات الأذن والجيوب.
وتُسجَّل حول العالم كل عام ملايين الإصابات، يقود كثير منها إلى دخول المستشفيات، فيما تتسبب المضاعفات بآلاف الوفيات. وعلى المستوى البلاد، شهد العام الماضي وفاة مئات المرضى الذين نُقلوا للمستشفيات بعد إصابتهم بالإنفلونزا، وكانت الغالبية من المتقدمين في السن.
المعلومات الواردة من دول نصف الكرة الجنوبي—حيث انتهى الشتاء مؤخراً—تكشف عن موسم إنفلونزا قاسٍ بدأ مبكراً ورافقته مستويات إصابة أعلى من المعدلات السنوية المعتادة. هذا الواقع يرفع من احتمال تكرار سيناريو مشابه في بلدان نصف الكرة الشمالي، ومن بينها منطقتنا، خلال الأشهر المقبلة.
تقول وزارة الصحة أن السلالة السائدة هذا الموسم تنتمي إلى الفيروس من النوع A، وتحديداً (H3N2)، وهي سلالة ارتبطت تاريخياً بمعدلات إصابة ومضاعفات أعلى، وخصوصاً لدى الفئات الحساسة كمن تجاوزوا 65 عاماً.
وعلى الرغم من أن اللقاح لا يمنح حماية كاملة، إلا أنه يقلل بشكل كبير من احتمالات الإصابة الشديدة، الحاجة لدخول المستشفى، والمضاعفات التي قد تصل إلى حد الوفاة. وبالنسبة للأطفال، فإن تطعيمهم لا يحميهم فقط، بل يحمي أيضاً كبار السن في محيطهم. لذا توصي وزارة الصحة بالحصول على اللقاح سنوياً، مع تأكيد خاص على كبار السن، المصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل.
ووجهت وزارة الصحة نداءً لمن يشعر بأعراض المرض، الأفضل أن يبقى في المنزل لتجنب نقل العدوى للآخرين. وفي حال الاضطرار للخروج، توصي الجهات الصحية باستخدام الكمامة كإجراء احترازي بسيط لكنه مؤثر.
































