توالت ردود الفعل الدولية المتفائلة تجاه إعلان الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف إطلاق النار في سوريا بدءا من يوم السبت المقبل. فيما أعلنت لندن أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لن ينجح ما لم تغير دمشق وموسكو من تصرفهما.
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا بأنه “خطوة حقيقية يمكنها وقف إراقة الدماء” في البلاد. وقال بوتين في خطاب متلفز إن الاتفاق يرسي مثالا في الجهود متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب. وأعلن بوتين أن بلاده “ستفعل كل ما يلزم” لكي تتقيد الحكومة السورية باتفاق وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ يوم السبت القادم.
من جانبها اعتبرت بريطانيا مساء الاثنين ( 22 شباط/ فبراير) أن وقف إطلاق النار في سوريا، الذي أعلنته موسكو وواشنطن، لن يكون ناجحا ما لم تغير روسيا وسوريا موقفيهما على الأرض بشكل ملحوظ. وقال وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند في بيان إن “روسيا، على وجه الخصوص، يجب أن تحترم هذا الاتفاق عبر وقف هجماتها ضد المدنيين السوريين وجماعات المعارضة المعتدلة. واستخدام نفوذها من أجل ضمان أن يفعل النظام السوري الشيء نفسه”.
أما وزير الخارجية الفرنسي مارك ايرولت فقال، في تصريح نقلته وكالة فرانس برس: “نقوم حاليا بدرس تفاصيل الاتفاق. من الضروري الإسراع في تنفيذه، وسنكون يقظين جدا لتنفيذه بحسن نية من قبل كل الأطراف المعنيين”.
محليا، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية ليل الاثنين أن الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا “سيكون مرهونا بوقف القصف الجوي والمدفعي وفك الحصار عن المدن”.
وأفاد بيان صادر عن هذه الهيئة في ختام اجتماعها في الرياض “أن الالتزام بالهدنة سيكون مرهوناً بتحقيق التعهدات الأممية (…) التي تنص على فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي”.
من جانبه، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين مرسوما حدد يوم الثالث عشر من شهر نيسان/أبريل المقبل موعدا لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا). وهذه الانتخابات هي الثانية لمجلس الشعب منذ عام2011. وأجريت أول انتخابات للمجلس بعد الأزمة في عام 2012.
في سياق متصل، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في سوريا. ورأى بان كي مون، في بيان له، أنه إذا استطاع جميع المعنيين بالاتفاق الالتزام به “فسيكون ذلك بمثابة خطوة للأمام”.
وقال بان كي مون إن الهدنة ضرورية لإعادة دفع المفاوضات السياسية بشأن إحلال السلام في سوريا، كما تمثل “رسالة أمل للشعب السوري طال ترقبها، مفادها أن نهاية الصراع الذي استمر خمس سنوات أصبحت تلوح في الأفق”. غير أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد في الوقت ذاته أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الضروري لتطبيق الاتفاق الذي يبدأ في منتصف ليل يوم السابع والعشرين من شباط/ فبراير.