تنسيق روسي – إسرائيلي ضد «الإرهاب» في سورية

واصلت الطائرات الروسية أمس حملة القصف في أنحاء مختلفة من سورية، بما في ذلك ريف حلب الجنوبي حيث أعلنت المعارضة صد هجوم عنيف شنته للقوات الحكومية و «ميليشيات شيعية» تشرف عليها إيران. وتزامن ذلك مع إعلان موسكو عن اتفاق مع تل أبيب على ضرورة «تنسيق العمل ضد الإرهاب»، في موقف لافت يأتي بعد أيام فقط من اغتيال القيادي في «حزب الله» سمير القنطار بغارة إسرائيلية قرب دمشق وتهديد الحزب بالانتقام.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» أنه بعد قرابة عامين من لقائهما في معسكر الزعتري للاجئين في الأردن، التقت الفائزة بجائزة نوبل ملاله يوسفزي بالناشطة والطالبة السورية مزون المليحان في بيت الأخيرة الجديد في نيوكاسل بشمال إنكلترا، حيث تعهدت ملاله (18 عاماً) ومزون (17 عاماً) بالعمل من أجل حصول الأطفال السوريين اللاجئين على حق التعليم. وقالت ملاله لـ «رويترز»: «آمل أن يعد زعماء العالم أجيال المستقبل بعدم الحرمان من حقهم الإنساني الأساسي وهو التعليم».

وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تناولت «التسوية في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب». ونقل عن بوتين إشارته خلال المحادثة إلى «عدم وجود بديل عن إطلاق مفاوضات سورية- سورية تحت إشراف دولي» وتشديده على «المواجهة الحازمة» ضد تنظيم «داعش» و «غيره من الجماعات المتشددة النشطة في سورية». ولفت الكرملين أيضاً إلى أنهما «اتفقا على مواصلة الحوار على مستويات عدة، بما في ذلك تنسيق العمل ضد الإرهاب».

ولا يُستبعد أن يكون النقاش قد تطرق إلى الغارة الإسرائيلية المزعومة على حي جرمانا قرب دمشق التي أسفرت عن مقتل سمير القنطار، وتجنّب الكرملين في وقت سابق التعليق على هذا الحادث، إذ أشار الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إلى عدم وجود معطيات لديه حول ملابسات قتل القنطار، لافتاً إلى وجود «آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان» (في الجيشين الروسي والإسرائيلي)، وموضحاً أن المعطيات التي يقدمها الجانب الإسرائيلي تذهب إلى وزارة الدفاع.

في غضون ذلك، أكدت الأمم المتحدة أنها سترعى «في نهاية كانون الثاني/ يناير» جولة محادثات سلام سورية في جنيف، في إشارة إلى استضافتها وفدين يمثلان النظام والمعارضة. وبالتزامن مع ذلك اعتبر رياض حجاب، المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، أن قرار مجلس الأمن (الرقم 2254) «أثار تساؤلات أكثر مما قدم إجابات» في شأن سبل تحقيق «التطلعات المشروعة للشعب السوري»، مشدداً على عدم تنازل المعارضة عن مطلبها الخاص برحيل بشار الأسد. ونقلت وكالة «مسار برس» المعارضة عن حجاب قوله أمس، إن «الوقت غير مناسب للشروع في أي عملية تفاوضية بشأن سورية في ظل تصعيد القصف الممنهج من طرف نظام الأسد وحلفائه»، مؤكداً ضرورة «أن تسبق العملية السياسية مبادرات حسن نية وإجراءات بناء ثقة». وطالب بـ «ملاحق ومذكرات تفسيرية لقرار مجلس الأمن لتثبيت ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة، وخاصة منها بيان جنيف1» القاضي بتشكيل حكم انتقالي. وشدد على أن «قضية الشعب السوري ومطالبه العادلة ليست محل مساومة»، رافضاً قبول المعارضة «بعملية تفاوض مبهمة المعالم».

وفي طهران، نفى مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري أنباء عن خفض عدد «المستشارين» الإيرانيين في سورية، قائلاً إنها «تندرج في إطار الحرب النفسية للعدو ولا أساس لها من الصحة» وهدفها «دعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تعمل على تدمير سورية». وشدد على «أن الحضور الاستشاري الإيراني في سورية استراتيجي وميداني وتقني، وسيتواصل بهدف دعم الحكومة والشعب هناك في مواجهة الإرهاب».

إلا أن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي، رأى أن «خفض أو زيادة عديد القوات في أي ساحة أمر طبيعي، إلا أن استراتيجيتنا في هذا المجال ودورنا في الساحة وكذلك على المستوى السياسي لن ينخفض أبداً وما زلنا نعتمد بشكل راسخ على خطوطنا ومبادئنا وأهدافنا واستراتيجيتنا السابقة ونقوم بدورنا بشكل يتناسب مع متطلبات الساحة». ونفى بدوره أي خفض في عدد «المستشارين العسكريين المنتسبين للحرس الثوري في سورية».

وذكر في دمشق أمس، أن الرئيس الأسد شارك في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في جامع الأكرم في حي المزة الواقع غرب العاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» في خبر عاجل: «السيد الرئيس بشار الأسد يشارك في الاحتفال الديني الذي تقيمه وزارة الأوقاف في ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جامع الأكرم في دمشق».

وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة لوقائع إحياء الذكرى، وظهر فيها الأسد جالساً على الأرض داخل الجامع متوسطاً وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون.

وتأتي مشاركة الأسد شخصياً في إحياء هذه المراسم بعد ثلاثة أيام على زيارته وعقيلته كنيسة سيدة دمشق الواقعة في شرق العاصمة، للاطلاع على الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد.

+ -
.