ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن وثائق كشفها المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن ان وكالة الامن القومي الاميركية تسعى “لاختراع جهاز كمي” قادر على فك اي شيفرة امنية.
وتفيد هذه الوثائق ان الوكالة وظفت اموالا لتصميم حاسوب يتمتع بقوة حسابية كبيرة تسمح له بفك سريع لشيفرات المعلوماتية التي تحمي الاسرار المصرفية والطبية والمعلومات الحكومية او في عالم الاعمال.
وتسعى شركات المعلوماتية الكبرى ومختبرات الابحاث العامة منذ فترة طويلة الى اختراع اجهزة كمبيوتر كمية تستغل الميزات الغريبة للذرات والجزيئات التي يسمح لها حجمها الدقيق بمخالفة قواعد الفيزياء التقليدية.
ففي عالمنا، اما ان يكون الباب مفتوحاً او مغلقاً. لكن في عالم الكم، يمكن لذرة او الكترون ان يكون “معلقا” بين حالتين.
بالتالي في كمبيوتر عادي، من الالزامي ان تكون المعلومة المخزنة في اصغر وحدة معلوماتية او “بتة” ثنائية (بايناري): فلا يمكن ان تكون الا 1 او صفرا. اما “البتة الكمية” فتكون الاثنين في آن.
وهذه القدرة تجيز سرعات حسابية هائلة قادرة على فك الشيفرات التقليدية الاكثر تعقيدا.
عام 2009 اكتشف خبراء معلوماتية مفاتيح شيفرات عبر كمبيوترات تقليدية، لكنهم احتاجوا الى حوالى عامين ومئات الالات لذلك، على ما ذكرت الواشنطن بوست.
وتكمن الصعوبة الرئيسية في تصميم كمبيوتر كمي مماثل في شدة حساسيته. فينبغي ان تعزل كل من جزيئاته بمفردها عن اي تاثير خارجي للحفاظ على حالتها الكمية. وذلك يستدعي درجات حرارة متدنية جدا وغرفا محمية من الاشعاعات الالكترومغنطيسية وغيرها من الاجراءات.
حتى الان ما زالت التجارب التي اجرتها المختبرات المختلفة و لاسيما في اوروبا بعيدة عن الوصول الى عدد الجزيئات اللازم للحصول على قوة حساب تتجاوز تلك التي انتجتها الكمبيوترات الخراقة الثنائية.
ويؤكد الخبراء انه من المبكر تحديد موعد بناء اول كمبيوتر كمي ويشكك الكثيرون منهم في وشوك وكالة الامن القومي الاميركية على انجاز ذلك وحدها.
ورفضت الوكالة الاستجابة لطلب مقابلة من فرانس برس حول الموضوع.