اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه فقد أحد جنوده المشاركين في الهجوم على قطاع غزة، معربا عن اعتقاده بأنه قتل في هجوم استهدف سيارة إسرائيلية مصفحة الأحد الماضي.
واستمر القصف الإسرائيلي للقطاع خلال الليلة الماضية وحتى ساعات فجر الثلاثاء، حيث استهدفت أكثر من 70 غارة جوية مساجد ومنازل وأراض زراعية ومقار أمنية واستادا لكرة القدم، حسب المصادر الفلسطينية.
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قد أعلنت الأحد أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول آرون وذكرت رقمه العسكري دون أي تفاصيل أخرى.
وقال الجيش الاسرائيلي صباح اليوم إنه في ساعات الصباح الأولى من الأحد الماضي اٌستهدفت مدرعة إسرائيلية في غزة، وقد تم التعرف على جثث ستة من الجنود الذين كانوا بداخلها فيما لا يزال البحث جاريا عن الجندي السابع.
ويأتي اعتراف إسرائيل بفقدان الجندي بعد نفي رون بروسور، مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أسر أي جندي في غزة، واصفا إعلان حماس بأنه “شائعات غير صحيحة”.
“تدمير مساجد”
وقتل 29 جنديا إسرائيليا على الأقل منذ بدء إسرائيل هجومها البري على غزة في 17 يوليو/تموز الحالي، إضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين.
وفي المقابل، قتل 604 فلسطينيا وأصيب 3700 آخرين – معظمهم من المدنيين – في الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 15 يوما.
وأطلقت زوارق إسرائيلية قذائفها تجاه شواطيء بحر غزة ومدينة رفح.
كما استمر الجيش الإسرائيلي في إطلاق قذائف مدفعية وشن غارات على بيت حانون والعطاطرة شمالي القطاع.
وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أن مقاتلات حربية إسرائيلية قصفت بشكل عنيف مناطق شرق بلدة جباليا وشرق المحافظة الوسطى وفي رفح جنوب قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تدمير ثلاثة مساجد بشكل كلي.
واستهدفت المقاتلات عشرات المنازل أبرزها منزل أحمد الجعبري مؤسس كتائب عز الدين القسام ومنزل زياد الظاظا نائب رئيس حكومة حماس السابقة وعددا من العمارات السكنية.
وواصلت المدفعية الاسرائيلية قصفها في شرق مخيم البريج وشرق مدينة غزة وفي حي الشجاعية وحي الزيتون.
“رفع الحصار”
“إسرائيل طلبت من المدنيين مغادرة منازلهم، لكننا نتحدث عن مئات الآلاف من المدنيين طلب منهم ترك منازلهم ولا يوجد أمامهم مكان الذهب إليه.”
وتتواصل مساع دولية من أجل التوصل لوقف إطلاق نار في غزة، حيث يبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع مسؤولين مصريين في القاهرة سبل التوصل إلى هدنة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يجتمع عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مع ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي في العاصمة المصرية لبحث سبل وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المسؤول الفلسطيني البارز في اتصال مع بي بي سي إن فتح وحماس متفقتان على ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأوضح الأحمد، الذي رافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه بخالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين، إن مسألة فتح معبر رفح الحدودوي هي شأن فلسطيني مصري لا دخل لإسرائيل به.
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إن السلطات المصرية ترفض حتى اللحظة دخول أي مواطن فلسطيني عبر معبر رفح البري إلى الجانب المصري .
وأكدت الوزارة في بيان لها أنها قامت بتجهيز الحافلات المقرر سفرها “بحسب ما تم إبلاغنا به من قبل الجانب المصري”.
لكن السلطات المصرية قامت بإعادة الحافلات بعد دخولها من المعبر دون إبداء الأسباب وترفض حتى اللحظة دخول أي مواطن فلسطيني رغم أن أبواب المعبر مفتوحة، بحسب البيان.
“بلا مأوى”
ويبحث أكثر من مئة ألف فلسطيني نازح فلسطين عن مأوى لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة.
وقالت الفلسطينية أروى مهنا لـ”بي بي سي” إن إسرائيل طلبت من المدنيين مغادرة منازلهم، لكننا نتحدث عن مئات الآلاف من المدنيين طلب منهم ترك منازلهم ولا يوجد أمامهم مكان الذهب إليه.”
وأضافت: “كل مكان في غزة الآن معرض للغارات والقصف، بما في ذلك المستشفيات كما حدث أمس.”
وشنت إسرائيل هجوما على مستشفى شهداء الأقصى الاثنين، وهو ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 15 بينهم أطباء وعاملين في المستشفى.