أقالت السلطات السورية مسؤولَين أمنيين اثنين بعد التفجير الذي وقع قرب مجمّع مدرسي في حمص، وأسفر عن مقتل عشرات الأطفال، فيما رفض مصدر سوري رسمي الثلاثاء ربط قرار الإقالة بحادثة التفجير.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن السلطات عزلت كلاًّ من رئيس فرع الأمن العسكري في حمص (العميد عبد الكريم سلوم)، ورئيس اللجنة الأمنية في المدينة (اللواء أحمد جميل) عقب اعتصام لمواطنين في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حمص، بعد تشييع شهداء تفجيرَي حي عكرمة” في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر).
وقتل 52 شخصاً بينهم 48 طفلاً في التفجير الانتحاري. وتلت الانفجار موجة من الغضب في المدينة ضد المسؤولين الأمنيين ومحافظ حمص، الذين تمّ تحميلهم مسؤولية التفجير وعدم حماية أولادهم. وسارت تظاهرات في شوارع المدينة طالبت بإقالتهم.
ونفى محافظ حمص طلال البرازي رداً على سؤال لوكالة “فرانس برس”، وجود ارتباط بين قرار “نقل” المسؤولين الأمنيين وحادثة التفجير.
وقال إن “قرار انتقال المسؤولين الأمنيين في المحافظة لا علاقة له بحادثة التفجير التي حصلت في حي عكرمة”، مشيراً الى ان “القرار صدر قبل التفجير لكن تنفيذه تزامن معها”.
كما اشار المحافظ الى “تكثيف الإجراءات الأمنية حول المدارس في مدينة حمص (…) وتشديد الحراسة عليها وحماية الطرق المؤدية اليها وتنظيم خروج الطلاب من منافذ عدة، عوضاً عن مخرج واحد. كما تمّ وضع كتل اسمنية على بعد خمسين متراً من الأبنية المدرسية لمنع وصول السيارات اليها”.
إلا أن شبكة الإنـترنت شهدت خلال الأيام الماضية حملة عنيفة قام بها خصوصاً موالون للنظام، ضد المحافظ والمسؤولين الأمنيين، ما يرجّح نظرية محاولة النظام استيعاب موجة الغضب هذه.
وفي شريط فيديو يتم تداوله على موقع “يوتيوب” يمكن رؤية تظاهرة للعشرات من مشيّعي الأطفال الذين قضوا في حي عكرمة، وهم يهتفون “الشعب يريد اسقاط المحافظ”. ويقول أحد المشيّعين “نحن في ما فيه نتيجة لتقصير امني”، مطالباً “بمحاسبة اللجنة الأمنية وإحالتها على القضاء العسكري والتحقيق معها”.
وأضاف “ما حدث تقصير امني ليس له تفسير آخر، ومن يحترم نفسه يحيلهم (على القضاء)”.
ويقول آخر بغضب “هل اصبح اطفالنا مجرد ارقام؟” مضيفاً “لو دولتنا تحترم… الصامد اربع سنوات، لاستقال وزير الداخلية ولاستقال وزير التربية، المحافظ يقال واللجنة الأمنية تتغير”.
كما أنشأ ناشطون صفحة على “فايسبوك” تحمل عنوان “لا مدارس حتى اقالة محافظ حمص”. وحصدت الصفحة 7748 اعجاباً.
من جهة اخرى، ذكر البرازي ان “الإجراءات الأمنية أوتيت ثمارها وتم ضبط احد الإرهابين امس (الإثنين) وهو يضع عبوة ناسفة في حاوية قمامة، وتم بالتالي تفادي انفجارها”.