حمص القديمة سكانها يعودون إلى منازلهم المدمرة

اكتملت أمس عملية إجلاء مقاتلي المعارضة السورية من حمص وأعلنت السلطات أن المدينة باتت «آمنة» و «خالية من السلاح والمسلحين». وفيما بدأت جرافات النظام تعمل على إزالة الأنقاض والركام وفتح الطرقات التي بقيت مغلقة على مدى سنتين بسواتر ترابية، لوحظ وجوم وصدمة على وجوه المواطنين العائدين لهول الدمار الذي وجدوه في أحيائهم. وقال بعضهم إنه عاد لتفقد بيته فلم يجده، بينما حمل آخرون بضع أغراض بقيت في منازلهم المدمرة والتي لم تعد تصلح للسكن.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بعد ظهر أمس، اكتمال تنفيذ اتفاق حمص بدخول «قافلة المساعدات الإنسانية إلى بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية… وبالتزامن مع ذلك خرجت آخر دفعة من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من أحياء حمص المحاصرة نحو ريف حمص الشمالي، حيث كانت محتجزة منذ ليلة الخميس بالقرب من مسجد خالد بن الوليد بسبب تأخر وصول (قافلة المساعدات) إلى بلدة الزهراء».

وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن مئات المواطنين وصلوا سيراً أمس إلى حي الحميدية، وهو أول أحياء حمص القديمة التي يتم تأمينها. ولاحظت أن معظم مباني الحي الذي بقي محاصراً على مدى عام كانت مدمرة إما كلياً أو جزئياً. ونقلت عن مطران الروم الأرثوذكس جورج أبو زخم وهو مقيم في حمص، أن 11 كنيسة في حمص القديمة دُمّرت خلال سنتين من القتال في حمص القديمة. أما وكالة «أسوشييتد برس» فنقلت عنه اتهامه الثوار بإشعال حريق في كنيسة القديس إيليان التي تعود إلى القرن السادس الميلادي.

وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن الجرافات كانت تعمل على إزالة الأنقاض من الشوارع التي دخلتها القوات النظامية في حمص. ولاحظت أن في حي الملجأ لحقت الأضرار بكل المباني بلا استثناء، بما في ذلك السيارات التي كانت متوقفة داخل المباني. وأضافت أن مبنى من ثمانية طوابق سوّي بالأرض، فيما نُخرت واجهات المحلات وشرفات الشقق بقذائف الدبابات.

وبانسحاب قرابة 1700 مقاتل من حمص القديمة تكون ثالث المدن السورية باتت بأكملها تحت سيطرة النظام باستثناء حي وحيد هو حي الوعر أو حمص الجديدة، والواقع على أطراف المدينة. ورفض المقاتلون المتحصنون في هي الحي الانسحاب منه، لكن النظام يتوقع أن يبرم اتفاقاً معهم مماثلاً لما حصل في حمص القديمة.

+ -
.