سيتمكن العديد من سكان الأرض بعد غد الثلاثاء من مشاهدة لون القمر يتحول إلى الأحمر في ظاهرة مثيرة نادرة تحدث نتيجة اصطفاف مثالي للشمس والأرض والقمر.
فعندما ينحرف البدر نحو ظل الأرض فجر ذلك اليوم فإن خسوفا كليا سيحدث، وسيبدو القمر أحمر للناظر من الأرض لأن ضوء الشمس يترشح من خلال الغلاف الجوي للأرض قبل أن يسقط على سطح القمر.
وعادة فإن ضوء الشمس الأبيض يتجه مباشرة إلى القمر مما يمنحه اللون الأبيض، لكن عندما يمر هذا الضوء بالأرض أولا فإن غلاف الأرض الجوي يعمل على تشتيت الضوء لكن بنسب متفاوتة.
ومن المعروف أن أشعة الشمس هي مزيج من ألوان الطيف ابتداء من الأزرق ذي الموجات القصيرة إلى الأحمر ذي الموجات الطويلة، وعندما تمر هذه الأشعة من الغلاف الجوي فإنه يعمل كعدسة محدبة تكسر تلك الأشعة وترشحها، فيمنع أمواج الضوء الطويلة (الزرقاء) من المرور، ويدع معظم أمواج الضوء الأقصر -كالأحمر- تمر خلاله، وهو المبدأ ذاته الذي يمنح سماءنا اللون الأزرق، كما أن عملية ترشيح الضوء تلك هي التي تتسبب في إضاءة القمر وعدم اختفائه تماما أثناء الخسوف الكلي.
وبحكم كروية الأرض فإن أشعة الشمس تكوّن ظلا مخروطيا في الاتجاه المعاكس لموقع الشمس، ويصل طول المسار الذي يتحرك فيه القمر داخل المخروط نحو تسعة آلاف كيلومتر، وبما أن قُطر القمر يقدر بنحو 3500 كيلومتر فإن الخسوف يستمر ساعات مما يتيح رؤيته في أنحاء كثيرة من الكرة الأرضية التي يغشاها الليل أثناء الحدث.
وهذا الخسوف الكلي سيكون الأول بين أربعة خسوفات متوقعة خلال العام ونصف العام القادمة، والتي تعرف باسم “تيتراد” وفق البيان الصحفي لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا). ويُعد هذا حدثا خاصا، فعلى الرغم من حدوث خسوف قمر مرة كل نحو ستة أشهر فإنه عادة لا يكون خسوفا كليا.
ووفق ناسا سيشهد القرن الـ21 تسع ظواهر “تيتراد” في حين أن قرونا أخرى لن تشهد أيا من تلك الظواهر على الإطلاق. فبعد الخسوف الكلي للقمر الثلاثاء القادم فإن ظاهرة “تيتراد” القادمة التي يتحول لون القمر فيها إلى الأحمر ستكون في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2014، ثم في الرابع من أبريل/نيسان 2015، ثم في 28 سبتمبر/أيلول 2015.
وسيظل لون القمر في هذا الخسوف أحمر ما دام في ظل الأرض، وسيعود إلى طبيعته البيضاء بمجرد خروجه من ظلها.
المصدر : مواقع إلكترونية