ركز التحالف الدولي العربي غاراته على عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في عين العرب الكردية شمال سورية، بعد تصعيد التنظيم هجماته استباقاً لوصول 200 من مقاتلي «البيشمركة» لدعم المقاتلين الأكراد في المدينة، في وقت دفع تهديد «داعش» القطبين الكرديين في سورية إلى اتفاق على محاصصة في السلطة. وتأكد حصول مقاتلين معارضين على صواريخ صينية الصنع مضادة للدروع يمكن استخدامها ضد الطيران المروحي، في وقت ناشدت المعارضة الحصول على دعم عسكري سريع قبل سقوط مدينة حلب شمالاً «تحت حصار الجيش» وسيطرت القوات الحكومية على بلدة استراتيجية في الوسط.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلات التحالف ركزت ضرباتها قرب عين العرب لصد عناصر «داعش». وأضافت في بيان أن المقاتلات شنت 15 غارة في العراق وسورية، وأن مقاتلة وقاذفة أميركيتين نفذتا أربع غارات قرب عين العرب ودمرتا مركز قيادة تابعاً للتنظيم ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيراً هذا الشهر، فضلاً عن غارتين على صهاريج نفط في دير الزور في شمال شرقي سورية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» تقدم أمس في وسط عين العرب وشمالها واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي، غير أنه أشار لاحقاً إلى «استعادة المقاتلين الأكراد بعض المواقع» بعد «اشتباكات عنيفة» بين الطرفين في المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لاتفيا أمس، أن 200 من «البيشمركة» سيتوجهون الى مدينة عين العرب عبر تركيا للمشاركة في قتال «داعش»، بعد موافقة برلمان كردستان على قرار بذلك. وتزامن ذلك مع توصل «المجلس الوطني السوري» و «حركة المجتمع الديموقراطي» الكردي في شمال العراق، برعاية رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إلى اتفاق لتشكيل هيئة كردية عليا في سورية تشرف على إدارة المناطق التي تقطنها غالبية كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي. وحصل بموجبه كل طرف على 40 في المئة من المقاعد مع ترك 20 في المئة للمستقلين.
ونص الاتفاق على أن «تشرف هذه الهيئات في وقت لاحق على إجراء انتخابات ديموقراطية للمجالس المحلية وتشكيل قوة عسكرية مقاتلة مشتركة في هذه المناطق، مع بقاء وحدات حماية الشعب الكردي كقوات نخبة» من دون تحديد جدول زمني لتحقيق ذلك.
في واشنطن، أكد نائب وزير الخزانة الأميركي ديفيد كوهن، أن «الحكومة السورية تشتري النفط من داعش»، إضافة إلى «وسطاء» أتراك «يسهّلون شراء هذا النفط في السوق السوداء ومن ثم إعادة تصديره». وقال في معهد «كارنيغي للسلام الدولي»، إن تمويل التنظيم «أكبر وأسرع بكثير من تنظيم القاعدة»، مؤكداً أن «داعش» يجمع «عشرات ملايين الدولارات الأميركية شهرياً من النفط المسروق والفديات للإفراج عن الرهائن وإلى حد أقل التبرعات من خارج سورية والعراق».
وأشار كوهين إلى أن الضربات الجوية أصابت مصافي النفط التابعة للتنظيم، لكنه أكد أن واشنطن ستفرض «عقوبات على الشركات والوسطاء وأي جهة تتعامل بنفط داعش».
على صعيد المواجهات بين القوات النظامية والمعارضة، تصاعدت المواجهات في ريف حماة وسط البلاد، حيث حققت القوات الحكومية «بعض التقدم» في بلدة مورك التي كانت مقاتلو المعارضة سيطروا عليها قبل أشهر، في وقت قصف الطيران السوري مواقع لـ «الجيش الحر» في ريف درعا جنوب البلاد بعد تقدم المعارضة في الأيام الماضية، بحسب «المرصد» ونشطاء معارضين.
وأكد نشطاء معارضون لـ «الحياة» أن «جيش المجاهدين» حصل من تجار على صواريخ «أف أن-6» الصينية المضادة للدروع، في خطوة ستنعكس على تحليق الطيران المروحي للجيش في حلب، علماً بأن «جيش المجاهدين» مصنف أميركياً ضمن «المعارضة المعتدلة»، في وقت استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة مورك في حماة ما يعزز قواتها في شمال غربي البلاد.
ودعا الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سالم المسلط أمس بـ «اتخاذ خطوات سريعة لإنقاذ حلب من الحصار والوقوع في قبضة القوات النظامية، وإنّ أيّ تقصير من قبل قوات التحالف بحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب بكلّ أشكاله، يعني أنّ صدقيته أمام الشعب السوري قيد الانهيار». وكانت القوات الحكومية تقدمت في مواقع تسهِّل عليها مهمة حصار حلب كما حصل في حمص وسط سورية، قبل توقيع اتفاقات تسوية استعاد خلاله النظام السيطرة على المدينة عدا حي الوعر الذي يتعرض لقصف يومي.