كثف عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قصفهم معبر الحدود بين شمال سورية وتركيا، بهدف «خنق» مدينة عين العرب (كوباني) الكردية بفرض حصار من جهاتها الأربع، في وقت ارتفع إلى مئة عدد الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف الدولي- العربي على مواقع التنظيم في المدينة، وسط «مقاومة شرسة» من الأكراد. (للمزيد)
وأعلن الجيش الأميركي أمس أن مقاتلاته شنت الأربعاء والخميس 14 غارة على مبان كان سيطر عليها عناصر «داعش» في عين العرب، ما رفع إلى أكثر من مئة عدد الغارات على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، الأمر الذي عرقل تقدم التنظيم. لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأميرال جون كيربي، حذر من أن «سقوط كوباني لا يزال ممكناً».
من جهة أخرى، أعلن إدريس نسيم، المسؤول الكردي المحلي، أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية المسلحة «تقدمت شرق المدينة وجنوب شرقها». في المقابل، شن عناصر التنظيم هجوماً على مشارف المركز الحدودي التركي مع سورية مرشد بينار، بهدف قطع إمكان المرور من تركيا إلى عين العرب. وسقطت قذيفتا هاون على الجانب السوري، وثالثة على الأراضي التركية. وقال نائب تركي مقرب من الأكراد إن أنقرة تريد إعادة 150 مقاتلاً كردياً تشتبه في علاقتهم بـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان.
وخلال شهر، أسفرت «معركة كوباني» عن مقتل 662 شخصاً، وفقاً لحصيلة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» التي لا تشمل ضحايا الغارات الجوية. وخسر «داعش» 374 عنصراً و «وحدات حماية الشعب» 258 مقاتلاً. وفرّ من المدينة أكثر من 300 ألف شخص، بينهم أكثر من 200 ألف إلى تركيا.
في واشنطن، حدد الجنرال جون آلن المبعوث الأميركي لمحاربة «داعش»، خمس خطوات لمحاربة التنظيم، بينها تجهيز «الجيش السوري الحر» بمساعدة كل من أنقرة والرياض، الأمر الذي سيأخذ وقتاً، مع إمكان أن يشمل لاحقاً إمكانات عدة، بينها توفير «حماية جوية» لهذه القوة.
وقال آلن في وزارة الخارجية مساء أول من أمس، إن الجهود تنصب حالياً على «تعاضد مساهمات شركاء التحالف وانسجامها باتجاه الهدف الاستراتيجي بتحجيم وهزيمة داعش». وحدد خمسة خطوط عريضة لهذه الجهود، وهي: «دعم العلميات العسكرية والتدريبية (الجيش الحر والقوات العراقية)، وقف تسلل المقاتلين الأجانب، قطع التمويل، الإغاثة الإنسانية وضرب شرعية داعش ورسالتها».
في موسكو، أعلنت الخارجية أن روسيا والولايات المتحدة لم تتفقا على تبادل المعلومات الأمنية عن «داعش». ونفت في بيان «المعلومات الصحافية المغلوطة حول التعاون في مجال مكافحة الإرهاب» بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاقه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على التعاون.
الى ذلك، أكد نشطاء معارضون ومصادر إيرانية تشييع أحد قادة «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال جبار دريساوي بعد مقتله السبت الماضي في المعارك المستمرة في حندرات في ريف حلب شمالاً. وأشارت إلى أن دريساوي كان شارك في الحرب الإيرانية- العراقية في الثمانينات.
في واشنطن أيضاً، أعلنت وزارة الخزانة في بيان، أنها فرضت عقوبات جديدة على العقيد قصي ميهوب المسؤول في الاستخبارات الجوية، المتهم بإصدار أوامر لقواته بـ «ضرورة وقف التظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 بأي وسيلة كانت ومن ضمنها الاستخدام القاتل للقوة».
وشملت العقوبات أيضاً عدداً من الشركات العاملة في الخارج والمسؤولين عنها بتهمة التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى إدراج وزيرين على اللائحة الأميركية السوداء هما وزيرا الاقتصاد والتجارة خضر أورفلي والصناعة كمال الدين طعمه.