حذر مبعوث الأمم المتحدة المكلف بملف الأزمة السورية من المبالغة في التفاؤل بشأن نتائج مباحثات جنيف.
وقال ستفان دي ميستورا إنه ليس من المتوقع تحقيق “معجزات” في المفاوضات التي بدأت الخميس.
وكان مفاوضو الحكومة والمعارضة السوريون قد التقوا وجها لوجه لأول مرة منذ 3 سنوات تحت علم الأمم المتحدة في المدينة السويسرية.
وقال دي ميستورا إنه سيلتقي بكلا الوفدين على حدة الجمعة للتوصل إلى آليات إجرائية لجولة المحادثات وتحديد خطة عمل.
وناشد دي ميستورا مفاوضي الجانبين تحمل “المسؤولية التاريخية” في السعي لحل سلمي للصراع المستمر منذ قرابة 6 سنوات، وأدى إلى مقتل المئات وتشريد السوريين خارج البلاد وداخلها.
وشدد دي ميستورا على أن “الشعب السوري يريد بشدة انهاء النزاع وانتم تعرفون ذلك… إنه ينتظر التخلص من المعاناة ويحلم بطريق جديد للخروج من هذا الكابوس”.
غير أنه أضاف أنه “لايتوقع معجزات” من مباحثات جنيف.
وكان ميستورا قد التقى بوفدي الحكومة والمعارضة السورية كل على حدة قبل افتتاح المفاوضات رسميا.
وليس من الواضح ما إذا كان الوفدان سيجريان مفاوضات مباشرة بعد حضورها سوية الجلسة الافتتاحية.
“لن يكون سهلا”
وأقر المبعوث الدولي بأن تعاون الجانبين عن طريق التفاوض المباشر “لإنهاء الصراع المرعب ووضع الأساس لدولة تنعم بالسلام والسيادة ووحدة (الأراضي) ” أمر “لن يكون سهلا”.
وبعد ساعات من تصريحات دي ميستورا، طالبت شخصيات في المعارضة السورية بأن تكون مفاوضات “وجها لوجه” مع وفد الحكومة السورية، وأشارت إلى أنها تأمل في وجود “شريك جاد” في هذه الجولة، على الرغم من تشكيكها في جدية الوفد الحكومي.
وتعد مسألة وضع الرئيس بشار الأسد، من أهم نقاط الخلاف بين الجانبين حيث تطالب المعارضة بمناقشة رحيله عن السلطة قبل أي شيء بينما يرفض الوفد الحكومي حتى الاستماع إلى المقترحات بهذا الخصوص.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة سالم المسلط للصحفيين، إن وفد المعارضة لا يريد أن تكون هذه الجولة كسابقتها العام الماضي.
وأضاف دي ميستورا أن روسيا حليفة الأسد طلبت من الحكومة أن توقف الغارات الجوية خلال المفاوضات، وإنه طلب من الدول القريبة من فصائل المعارضة أن تبذل جهدا لتوقف عملياتها خلال الفترة نفسها.
وقد تغير الوضع على الصعيد الدبلوماسي وعلى الأرض منذ المحادثات الأخيرة التي رعتها الأمم المتحدة في أبريل/نيسان، إذ باتت الفصائل المعارضة في وضع أضعف بكثير من السابق.
وقد تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على معقل المعارضة القوي في أحياء حلب الشرقية، وقالت الولايات المتحدة، التي كانت تعارض نظام الأسد بقوة، إنها تعيد تقييم كل تفاصيل سياستها بشأن سوريا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقد قادت الهدنة التي توسط لانجازها في ديسمبر/كانون الأول كل من تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا الداعمة الرئيسية للأسد إلى مفاوضات منفصلة في كازاخستان، وبمشاركة من إيران أحد الأطراف الأقليمية الداعمة لنظام الأسد.
وقد قلل هذا الاتفاق من العنف السائد في سوريا، بيد أن القتال اندلع ثانية هذا الأسبوع ،الذي شهد حملة قصف حكومية على مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق.