أكد الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الإثنين) من دمشق، أن جولة المفاوضات بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة المقرر انطلاقها في جنيف في 13 نيسان (أبريل) الجاري، «بالغة الأهمية» وستركز على بحث الانتقال السياسي.
وقال دي ميستورا بعد لقائه صباح اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريح للصحافيين أن «الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ستكون بالغة الأهمية لأننا سنركز فيها خصوصاً على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور». وأضاف: «نأمل ونخطط لجعلها بناءة ونعمل لجعلها ملموسة».
وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق بعد إعلانه الخميس الماضي، أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستبدأ في 13 نيسان (أبريل)، وأنه سيزور دمشق وطهران قبل استئنافها.
وأكد المعلم من جهته، «الموقف السوري في شأن الحل السياسي للأزمة والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة» بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأكد أيضاً «جاهزية الوفد السوري للمفاوضات اعتباراً من 15 نيسان (أبريل) الجاري بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة» الأربعاء المقبل، علماً أن خمسة من أعضاء الوفد الحكومي مرشحون للانتخابات التشريعية.
وانتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف في 24 آذار (مارس) من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ منتصف آذار 2011.
ولا يزال مستقبل الرئيس الأسد نقطة الخلاف الرئيسة، إذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبله ليس موضع نقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط. وأعرب دي ميستورا في ختام الجولة السابقة عن أمله بأن تكون المفاوضات المقبلة أكثر «واقعية» بالنسبة إلى مسألة الانتقال السياسي في سورية.
وقال دي ميستورا اليوم إنه بحث مع المعلم «أهمية حماية واستمرار ودعم وقف الأعمال القتالية الذي كما تعرفون لا يزال هشاً لكنه قائم»، مضيفاً: «نحن بحاجة للتأكد من استمرار تطبيقه على رغم بعض الخروقات».
ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة في 27 شباط (فبراير) الماضي، بموجب اتفاق روسي – أميركي مدعوم من الأمم المتحدة. ويستثني الاتفاق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة»، اللذين يسيطران حالياً على اكثر من نصف الأراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان إلى ضربات قوات النظام وروسيا أو التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتناولت محادثات دي ميستورا مع المعلم مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال دي ميستورا إن النقاش تطرق إلى «مسألة زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة وإلى جميع السوريين»، منوهاً بتمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال مساعدات جواً أمس، إلى 200 ألف شخص محاصرين في مدينة دير الزور (شرق) من «داعش».
وأضاف: «هذا يظهر تصميمنا على محاولة الوصول إلى كل مكان حيث نستطيع حتى لو من خلال وسائل معقدة كإلقائها من الجو». وغادر دي ميستورا عقب التصريح دمشق التي وصلها الأحد عبر بيروت آتياً جواً من عمان ضمن جولة إقليمية.