
بقلم: يحيى القضماني *
رسالة إلى أهلي في فلسطين،
أهلي الأعزاء الغيارى في فلسطين. أقربائي آل القضماني وآل طريف، وعلى رأسهم سماحة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في فلسطين، وحضرة الشيخ الجليل عمي أبو يوسف صالح القضماني فخرنا وبركتنا ومرجعنا. لقد شاءت الأقدار أن نعيش في بلدين منفصلين استمرت بينهما العداوة والحدود المغلقه عقوداً طويلة، وحرمنا بسبب ذلك من اللقاء، وظلت قلوبنا دائما تلهج بالشوق لكم وتحلم بلقائكم. ولن ننسى أبدا غيرتكم وكرمكم ومواقفكم المشرفة لخدمة أبناء طائفتنا في جميع أنحاء العالم، وفي سوريا ولبنان خاصة، وما قدمتموه من دعم ومساندة.
وكما تعرفون يا أهلي الأعزاء، أننا قوم عرب أقحاح، مخلصين لعقيدتنا وأمتنا وأرضنا، وهي سمة المسلمين الموحدين الدروز أينما كانوا وأينما رحلوا عبر تاريخهم الطويل، من أيام تكليفهم بحماية ثغور بلاد الشام ضد الحملات الصليبية إلى دورنا التاريخي في تحرير أوطاننا من المستعمرين وثباتنا الأسطوري في أرضنا مهما كبرت المخاطر والتحديات، وأنتم مثال حي على ذلك، حيث تشبثتم بالأرض التي عشتم عليها والتزمتم بالدولة التي احتضنتكم وبقوانينها، وأصريتم أن تكونوا عامل أمان وجزءًا مهماً من المجتمع الفلسطيني الذي بقي في الارض التي تعلقتم بها وأخلصتم لها.
ونحن كذلك دروز سوريا قمنا بنفس الدور الذي قمتم به أنتم، كما دروز لبنان أيضاً؛ نحن حماة الأرض والعرض، نحافظ على أوطاننا ودولنا والأرض التي تحملنا، ولن نبدل أو نغير. هذا ديدننا وهذه عاداتنا وتقاليدنا.
ونحن دروز سوريا، كما تعلمون، نعيش إلى جانب إخوتنا السنة، الحاضنة الوطنية التاريخية لبلاد الشام منذ مئات السنين، ولم نلقَ منهم إلا كل الخير والمحبة، وهم محيطنا الطيب والأصيل، فلا تخشوا علينا من خلافات حصلت بين الإخوة وبين الأهل، وهذه تبرز عادة في أوقات التحولات الكبرى، كما حصل أخيرا في بلدنا سوريا، ونحتاج إلى بعض الوقت لترسيخ الثقة فيما بيننا، وإن تدخّل دولة إسرائيل وحكومتها في هذا الأمر، وهي توحي للعالم بأنها تتدخل بطلب منكم، فإن هذا يضرنا ويضرنا جداً أيها الأحبة، ولن يساعد أبداً في حصولنا على مطالبنا، أو يحقق أمننا واستقرارنا.
نحن دروز سوريا الوطنيين، المعروفين عبر التاريخ، مستعدين أن نُذْبَح على يد إخوتنا ولا أن تسيل قطرة دم منهم بسببنا.
نحن نحترم ولائكم لدولة إسرائيل ولن نتدخل بشؤونكم أبداً، وندعو إلى الله عز وجل أن يخلّص منطقتنا من الحروب والتطرف والكراهية، وينشر السلام بين شعوبنا ودولنا، ونلتقي جميعا تحت راية المحبة الانسانية الخالصة.
إنه سميع مجيب الدعوات.
*يحيى القضماني: أصوله من مجدل شمس. انتقل والده إلى السويداء وبقي فيها بعد الاحتلال عام 1967. يعيش منذ العام 1974 في دولة الإمارات العربية المتحدة.
هو رجل أعمال سوري بارز ومهندس زراعي، يُعتبر من الشخصيات المؤثرة في مجال الزراعة العضوية في دولة الإمارات العربية المتحدة. تخرّج من كلية الزراعة في جامعة دمشق. انتقل إلى الإمارات عام 1974، حيث لعب دورًا محوريًا في تحويل الصحراء إلى واحات خضراء، مساهمًا في الثورة الزراعية التي شهدتها البلاد.
أسس القضماني عدة مشاريع ناجحة، من بينها “مزرعة الإمارات البيولوجية” التي تُعد أكبر مزرعة عضوية في البلاد، وتنتج أكثر من 60 نوعًا من المنتجات العضوية المحلية خلال الموسم . كما أسس في عام 1983 واحدة من أقدم شركات التعهدات والمواد الزراعية في الإمارات، وفي عام 1997 أنشأ مصنع الإمارات للأسمدة العضوية، الذي يُصدّر منتجاته إلى أسواق متعددة.
على الصعيد السياسي، عُرف القضماني بمواقفه المعارضة للنظام السوري، وكان عضوًا في الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، وشارك في العديد من المبادرات السياسية. في مارس 2025 رفض عرضًا لتولي منصب وزير الزراعة في الحكومة السورية الانتقالية بعد سقوط الأسد، مفضلًا التركيز على مشاريعه التنموية.
بارك الله فيك بخصوص هذا الرساله الى دروز فلسطين ومشكور عليها وحبذا “لو تضمنة ايضاً بعض الشخصيات المعروفه غير طريف والذين كثر ضجيجهم وامورهم معيبه جداً”
والله والي التوفيق
وفقك الله وجزاكم كل خير
الفقير لله سلمان عنتير فلسطين
اصول ام الرمان المعروفه