أعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفيديرالي الكردي الذي تم إعلانه اليوم (الخميس) خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة (شمال شرقي)، محذراً من تشكيل «كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري»، في رفض واسع من أطراف عدة للمقترح الكردي.
وكان سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب «الاتحاد الديموقراطي»، الحزب الكردي الاهم في سورية أعلن اليوم، أنه «تم اقرار النظام الفيديرالي في روج آفا – شمال سورية»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك.
وقال الائتلاف السوري المعارض في بيان اليوم إنه «لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري»، محذراً «من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب».
وشدد على أن «تحديد شكل الدولة السورية، سواء أكانت مركزية أو فيديرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، لكنه سيتم بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد».
وفي دمشق، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الحكومة السورية قولها إن إقامة نظام اتحادي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سورية «ليس له أي تأثير قانوني أو سياسي».
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أمس (الأربعاء)، أنها لن تعترف بمنطقة موحدة وتتمتع بحكم ذاتي تعلنها المجموعات الكردية في سورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر للصحافيين: «كنا واضحين جداً لجهة أننا لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سورية».
وأضاف: «هذا أمر ينبغي ان تتم مناقشته والموافقة عليه من جميع الأطراف المعنية في جنيف ثم من الشعب السوري نفسه»، في إشارة الى مفاوضات السلام الجارية في سويسرا بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريتين برعاية الأمم المتحدة.
وكانت واشنطن دعمت أكراد سورية في قتالهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مناطقهم. لكن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أمس أنها لن تقبل بتفكيك سورية، وأن أي نموذج للفيديرالية ينبغي أن يستند إلى مفاوضات جنيف. ولم تدع الأحزاب الكردية إلى المشاركة في مفاوضات جنيف.
وعلى رغم الخلافات الكبيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، فانهما يجمعان على رفض الفيديرالية.
من جهة ثانية تخشى تركيا أيضاً اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، خوفاً من أي يؤدي ذلك إلى تشجيع النزعات الإنفصالية للأكراد داخل حدودها.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية بأن بلاده تدعم وحدة سورية، وأن أي خطوات منفردة مثل إعلان اتحاد من جانب واحد تعد «باطلة». وقال إن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سورية ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.
وكان أكثر من 150 ممثلاً لأحزاب كردية سورية عقدوا اجتماعاً في رميلان في ريف الحسكة شمال شرقي سورية أمس، بحثوا خلاله إعلان نظام فيديرالي في مناطق سيطرتهم ضمن رؤية كاملة لاعتماد الفيديرالية في سورية كلها مستقبلاً.
وقال سيهانوك ديبو من داخل اجتماع عقد اليوم، إن «المشاركين يبحثون شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان) وشمال سورية»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيديرالية».
وأضاف أن «المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاثة، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها أخيراً قوات سورية الديموقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرقي) وحلب (شمال)». والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة).
وأكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان أن «الاجتماع الذي عقد أمس هو لايجاد حل للأزمة السورية»، مؤكداً: «نحن نرى أن نظاماً فيديرالياً اتحادياً هو طريقٌ للحل». وأضاف أن «الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان لبحث شكل الإدارة في روجا آفا وشمال سورية».
وأكد عضو الهيئة التنفيذية لـ «حركة المجتمع الديموقراطي» الكردية الدار خليل أن «مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا، نحن موجودون على الأرض ونحارب تنظيم الدول الإسلامية، ونحمي المنطقة وندير شؤونها وجغرافيتها».