قالت موسكو إن القوات الروسية بدأت في مغادرة سوريا، وذلك غداة الاعلان المفاجئ عن قرار الانسحاب الذي اعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان البيت الابيض الامريكي قال في وقت سابق إن الرئيس باراك أوباما ونظيره الروسي ناقشا هاتفيا قرار روسيا سحب الجزء الرئيسي من قواتها من سوريا، وذلك بعد ساعات من اعلان الرئيس بوتين عن القرار الذي قد يؤذن لبدء مرحلة جديدة في الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات.
وكان الرئيس الروسي قد أصدر على نحو مفاجئ أمرا بسحب “الجزء الرئيسي” من القوات الروسية من سوريا.
وقال بوتين إن هذه القوات حققت أهدافها بدرجة كبيرة.
وذكر – خلال اجتماع في الكرملين – أن قاعدة حميميم الجوية الروسية، بمحافظة اللاذقية، وقاعدتها في طرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق.
وتعد روسيا حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء في بيان اصدره البيت الابيض أن “الرئيسين ناقشا القرار الذي اعلن عنه اليوم الرئيس بوتين حول انسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا والخطوات التي ينبغي اتخاذها الآن لتطبيق قرار وقف العمليات الحربية بشكل كلي.”
وكان مسؤولو البيت الابيض قد ادلوا بتقييمات اتسمت بالحذر للقرار الروسي، إذ نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول بارز في ادارة اوباما قوله “لنر كيف ستتطور الامور في الايام المقبلة.”
من جانبه، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إنه ينبغي النظر الى القرار الروسي على انه اشارة ايجابية بالنسبة لحظوظ اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.
وأكد ظريف في العاصمة الاسترالية كانبيرا بعد اجتماع عقده مع نظيره جولي بيشوب على موقف ايران الداعم لوقف اطلاق النار والتوصل الى حل سياسي للصراع في سوريا.
وقال “صمود اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا نبأ مرحب به، وهو ما كنا ندعو له لسنتين ونصف او ثلاث سنوات.”
واضاف “القرار الروسي يشير الى انهم (الروس) لا يعتقدون بوجود ضرورة آنية لاستخدام القوة من اجل ادامة وقف اطلاق النار، وهذا لوحده يعد علامة ايجابية، ولكن علينا الانتظار لنر كيف ستتطور الامور.”
وبدأت موسكو حملة غارات جوية داخل سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما ساعد القوات الحكومية على تحقيق مكاسب ميدانية في مواجهة المعارضة المسلحة.
وجاء القرار بناء على اتفاق سوري-روسي بعد نجاحات حققتها القوات الحكومية بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة ”الإرهاب”، بحسب بيان نشر على صفحة رئاسة الجمهورية السورية بموقع فيسبوك.
وأوضح البيان أن ذلك يتوافق مع الموقف الميداني الحالي، مؤكدا على استمرار وقف الأعمال العدائية.
ورحبت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في سوريا بالقرار الروسي.
وقال متحدث باسم الهيئة إن سحب موسكو لقواتها سيمثل ضغطا على القوات الحكومية.
وأشار إلى أن ذلك سيساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
ويتزامن ذلك مع بدء جولة محادثات سلام جديدة في جنيف بغية التوصل إلى حل للأزمة السورية.
ولكن توقيت القرار وطبيعته المفاجئة ستثير تساؤلات حول ما اذا كانت روسيا ما زالت تدعم الرئيس الاسد بقوة وتصميم كما في السابق.
وأكدت روسيا مرارا أن غاراتها داخل سوريا تستهدف مجموعات “إرهابية”، لكن دولا غربية اشتكت من أن القصف يستهدف أيضا معارضي الأسد.