توصل وفد عسكري روسي إلى وقف لإطلاق النار بين قوات النظام والقوات الكردية في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا. وسبق أن فرضت قوات وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية حصارا على الحسكة.
إثر مفاوضات استمرت 48 ساعة في الحسكة توصلت قوات النظام والقوات الكردية بوساطة روسية، حسب ما نقلته وكالة فرانس بريس عن مصدر عسكري سوري إلى “الاتفاق على وقف إطلاق النار ووقف كافة الأعمال القتالية، وإعادة كافة النقاط التي سيطر عليها المقاتلون الأكراد في الأيام الأخيرة إلى القوات الحكومية، وإجلاء الجرحى والشهداء باتجاه القامشلي والذهاب إلى طاولة الحوار غدا” الاثنين.
وكانت القوات الكردية تمكنت إثر معارك ضارية خلال الليل من إجبار القوات السورية وخصوصا قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام على الانسحاب من عدد من أحياء المدينة. وأفادت وكالة فرانس برس أن سبعة مواقع كان الأكراد سيطروا عليها أعيدت إلى قوات النظام، إلا أن القوات الكردية رفضت الانسحاب من ثلاثة مواقع أخرى كانت انتزعتها من قوات النظام في حي النشوة الواقع جنوب المدينة.
وأفاد مصدر في محافظة الحسكة أن وفدا يضم مسؤولين عسكريين روسا وصل إلى مطار القامشلي برفقة قيادات من قوات الدفاع الوطني للمشاركة في الاجتماع مع القوات الكردية غدا الاثنين. ولم يصدر بعد أي موقف من القوات الكردية إزاء هذا الإعلان من قوات النظام.
وكانت قوات النظام وجهت الأربعاء للمرة الأولى ضربات جوية إلى مواقع للأكراد في مدينة الحسكة إثر معارك برية ضارية بين الطرفين. وأوقعت المعارك بين الطرفين منذ الأربعاء ما لا يقل عن 43 قتيلا، بينهم 27 مدنيا من ضمنهم 11 طفلا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت قوات وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، قد فرضت حصارا كاملا على مدينة الحسكة بعد سيطرتها اليوم الاحد على عدد من المواقع في المدينة وأصبحت القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها محاصرين في داخل المدينة.
وقال مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية السورية فشلت في الحفاظ على مواقعها واصفاً ما حصل بـ”الفشل الذريع في قيادة المعركة “. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “الوحدات الكردية والأسايش وقوات سوريا الديمقراطية أصبحت تفرض حصارا كاملا على كافة مداخل مدينة الحسكة وحاليا لا يوجد أي طريق إمداد للقوات الحكومية بشكل نهائي.. والهدوء يعم حاليا جميع أحياء مدينة الحسكة بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر القوات الحكومية ممثلة بالجيش والدفاع الوطني من طرف وبين الاسايش والوحدات الكردية مدعومة بقوات سوريا الديمقراطية من طرف أخر تركزت في حي النشوة الشرقية وتحديدا في كتل الأبنية المحاذية لسكة القطار”.
وذكرت مصادر أمنية سورية في دمشق أن قيادة الجيش السوري أصدرت قراراً بإعفاء العميد غسان محمد من مهامه كقائد عسكري للقوات الحكومية في محافظة الحسكة على خلفية فشله في الحفاظ على نقاط القوات الحكومية وتراجع عناصرها من كثير من النقاط وإعطائه أوامر بالانسحاب وتسليم العديد من النقاط بدون قتال لعناصر “الأسايش”.