أعلنت روسيا الخميس فرض عقوبات على مسؤولين أميركيين رداً على حظر أميركا لتأشيرات سفر وتجميد الأصول لمسؤولين روس. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عقوبات على عدد إضافي من المسؤولين الروس وغيرهم اضافة الى مصرف، وهدد باستهداف الاقتصاد الروسي مباشرة بسبب قيام موسكو بضم القرم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها قررت فرض عقوبات على عدد من المسؤولين والمشرعين الأميركيين رداً على العقوبات التي فرضتها واشنطن على مسؤولين روس بسبب موقف موسكو من الأزمة الأوكرانية وانضمام القرم الى روسيا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه “يجب ألاّ يكون هناك أي شك في أن أي هجوم عدائي سيقابل بتحرك مناسب”، مضيفة انها تستهدف تسعة اشخاص هم من مساعدي اوباما واعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي.
وتشمل القائمة السوداء الروسية مساعدي اوباما كارولين اتكينسون ودانيل فايفر وبنجامين رودس، والسيناتور ماري لاندريو، والسيناتور جون ماكين والسيناتور دانييل كوتس.
عقوبات أميركية إضافية
وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي تطبيق مزيد من العقوبات على مسؤولين روس كبار وفتح الطريق أمام إمكانية فرض عقوبات على قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي رداً على ضم موسكو لمنطقة القرم من أوكرانيا.
وتستهدف الاجراءات الجديدة قائمة جديدة من 20 نائبا في البرلمان ومسؤولين كبار في الحكومة، يضافون الى 11 شخصاً فرضت عليهم واشنطن عقوبات سابقا.
وجاء اعلان اوباما بعد ثلاث ساعات من مصادقة مجلس النواب الروسي على معاهدة وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم منطقة القرم الى روسيا. وتقضي العقوبات الاميركية بتجميد ارصدة الاشخاص المستهدفين داخل اراضيها، ومنع شركات اميركية من التعامل معهم.
وقالت وزارة الخزانة الاميركية ان البنك المستهدف هو “بنك اكتسيونيرني لروسيا الاتحادية” المعروف كذلك باسم “بنك روسيا”.
وقال مسؤولون بارزون ان البنك يضم اصولاً كبيرة للنخبة الحاكمة في روسيا وشخصيات بارزة مقربة من بوتين.
وصرحت وزارة الخزانة الاميركية انه “من بين المساهمين في بنك روسيا اعضاء من الدائرة المقربة من بوتين المرتبطين بجمعية اوزيرو داشا التعاونية”.
وقال اوباما: “الآن نحن نتخذ هذه الخطوات في اطار الرد على ما فعلته روسيا في القرم”.
إلاّ أنه أثار كذلك احتمال القيام بتحرك اقوى في المستقبل اذا لم تغير روسيا تصرفاتها، مضيفاً انه وقّع امراً تنفيذياً جديداً يسمح له باستهداف قطاعات محددة من الاقتصاد الروسي.
وأضاف: “هذه ليست النتيجة التي نفضلها”، محذراً من ان تلك الخطوات سيكون لها “تأثير كبير” على الاقتصاد الروسي.
وقال اوباما إن “على روسيا أن تعلم أن مزيداً من التصعيد لن يؤدي إلاّ الى مزيد من عزلتها عن المجتمع الدولي”.
واعتبر أن التهديدات الروسية لمناطق جنوب وشرق أوكرانيا تنطوي على خطر تصعيد خطير للأزمة في المنطقة.
تحذيرات روسية
وسبق إعلان وزارة الخارجية الروسية، موقف لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال فيه إن بلاده سترد على العقوبات الاميركية بخطوات لا يمكن لواشنطن تجاهلها.
ونقلت وكالة “انترفاكس” عن ريابكوف تحذيره من أنه إن كانت واشنطن تحاول فرض ما تريده عبر اللجوء الى العقوبات، فإن روسيا بدورها لن “تكتفي بفرض عقوبات تستهدف أشخاصاً معينين”.
وتابع: “سنلجأ الى دائرة واسعة من الخيارات”، موضحاً انه “قد تكون خطوات مشابهة حول لوائح باسماء شخصيات اميركية… ولكن قد نلجأ ايضا الى خطوات غير مطابقة” للخطوات الاميركية. وزاد أنه من الممكن ان يتعلق الامر بخطوات “لا تستطيع واشنطن تجاهلها”، لأن هناك الكثير من الملفات والاتصالات العالقة بين الدولين، والتي تعتبر ذات اهمية للطرف الاميركي.
وكان ريابكوف تحدث الاربعاء عن ان الازمة الاوكرانية قد تؤثر على موقف روسيا من المفاوضات النووية الجارية حاليا في فيينا بين ايران ومجموعة 5+1.
وتبنت الادارة الاميركية الاثنين مجموعة عقوبات ضد مسؤولين اوكرانيين وروس، من بينهم سبعة مقربين من الرئيس الروسي.
وفي موسكو أيضاً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده ستدافع عن حقوق مواطنيها الذين يعيشون في الخارج.
ونقلت وكالة “ايتار تاس” عن لافروف قوله في اجتماع مع ممثلي وزارته في المناطق الروسية: “سندافع عن حقوقهم بوسائل سياسية وديبلوماسية” مضيفاً: “سنلح حتى تحترم البلدان التي يعيش فيها الروس حقوقهم وحرياتهم بالكامل”.
وتضاعف السلطات الروسية تصريحات الدعم للناطقين بالروسية في الجمهوريات السوفياتية السابقة منذ الازمة في اوكرانيا التي انتهت بالاطاحة بالرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا في شباط (فبراير) وبانضمام جمهورية القرم الاوكرانية الى الاتحاد الروسي هذا الاسبوع.
ومن المقرر أن يتطرق اجتماع للحكومة الروسية الخميس إلى مسالة “دعم ترانسدنيستري” المنطقة الانفصالية المؤيدة لروسيا في مولدافيا.
واعلن عن هذا الاجتماع الثلثاء من قبل نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين الذي كان اتهم سلطات اوكرانيا المجاورة بأنها “فرضت اغلاقا واقعيا على منطقة ترانسدنيستري”.
وأبدى رئيس مولدافيا الثلثاء قلقه من تكرار محتمل للسيناريو الاوكراني في بلاده.
وقال في مؤتمر صحافي: “هناك الكثير من الاشياء المشتركة بين الاحداث في القرم والوضع في ترانسدنيستري”.